يخرج الفتى ذو العشرين ربيعاً أو أكثر من منزله.. يركب سيارته ليبدأ مشوار العبث والمغامرة إما بالسرعة أو قطع الإشارة أو التفحيط.. يخالط فتى آخر مجموعة من متعاطي المخدرات في محاولة للبحث عن السعادة الوهمية، يذهب آخر للقتال في مناطق مشتعلة وهو لا يعلم ما الذي ينتظره هناك.. سن الشباب هو عمر حب المغامرات المحسوبة وغير المحسوبة.. أعداد القتلى من حوادث السيارات ومدمني المخدرات في مجتمعنا تشكل نسبة ليست بالقليلة.. هؤلاء شباب يريدون تحقيق ذاتهم ولذلك يلجأون إلى المغامرات التي يعتقدون أنها ستمنحهم الثقة في أنفسهم وفي الواقع الذي يعيشون فيه بسبب الإحباطات المتكررة في أمور حياتهم كشباب لهم من الأحلام والرغبات الإنسانية البسيطة.. نحن نتحدث عن الموت أكثر مما نتحدث عن الحياة في المحاضرات وكأن الله خلقنا فقط لكي نموت.. خلق الله الإنسان لعبادته أولاً ولإعمار الأرض والتمتع بالحياة ومباهجها بما أحله عزَّ وجلَّ لنا.. هناك من يضيّق على الشباب ويجعل منهم محبطين وكارهين للحياة ويشجعهم بطريقة مباشرة وغير مباشرة على حب الموت والانتحار كان ذلك بالسيارة أو بالمخدرات أو غيرها.. شبابنا يحتاجون من يصور لهم الحياة بشكل متفائل ويدعمهم ويشجعهم في كل مجالاتها ففيهم الموهوبون والطموحون وليست (كرة القدم) هي الحل الوحيد لتفريغ طاقاتهم وإبداعاتهم.. أبناؤنا يحتاجون إلى إعادة صياغة لكل ما هو مرتبط بحياتهم من خلال التخطيط الجاد فهم مستقبل الوطن وهم من يجب أن نجهزهم لبناء المستقبل أليست سواعد الشباب هي التي بنت الدول المتقدمة؟.. هؤلاء أبناؤنا لابد أن يكون للتعليم دور وللمسجد دور ولوسائل الإعلام دور ولأولياء الأمور دور مهم في زرع قيم الحياة وقيم التفاؤل والحب والتعاون لدى الشباب.. نحن نحتاج إلى ثورة علمية وثقافية ونفسية تقودها وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع وزارة الثقافة والإعلام والمثقفين وقادة الرأي في المجتمع لإعادة تأهيل الشباب الذين أحبوا الموت قبل الحياة.. لا تدعوا أبناءنا يفلتون من أيدينا.. هم من ينتظرهم الوطن لقيادته إلى المستقبل.. حب الحياة لا يعني أبداً عدم الاستعداد للموت والعمل للآخرة لكن عمارة الأرض أيضاً مطلب ديني ومطلوب الجمع بين الاثنين بوعي وعقلانية.