أكد ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أن المملكة بقيت متمسكة بمبادئها بوصفها مهبط الإسلام، تعلو وترتقي بشرف مكانتها فوق كل أشكال الصراعات، التي تشوه الدين وتمزق المجتمع. وعبر خلال زيارته أمس مقر منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم «يونسكو» في باريس عن إشادته بتصويت منح فلسطين العضوية الكاملة في المنظمة. وكانت مدير عام المنظمة أرينا بوكوفا، ورئيس المجلس التنفيذي الدكتور محمد سامح، ومساعد مدير عام المنظمة للعلاقات الخارجية أريك فالت، ومندوب المملكة الدائم لدى المنظمة الدكتور زياد الدريس، ومساعدو مدير المنظمة وكبار المسؤولين في مقدمة مستقبلي ولي العهد وسط ترحيب أديت خلاله العرضة السعودية بتنظيم من وزارة الثقافة والإعلام. وشاهد ولي العهد والحضور فيلماً وثائقياً عن تاريخ نشأة العلاقة وتطورها بين المملكة والمنظمة. ثم ألقى مندوب المملكة كلمة استعرض خلالها دور المنظمة والسلام، الذي تنشده في كل أنحاء العالم، مشيراً إلى أن المملكة هي قبلة العالم. من جانبها، رحبت بوكوفا بولي العهد وزيارته، التي عدتها امتداداً لدعم خادم الحرمين الشريفين ودعمه الكبير والمستمر للمنظمة. وعبرت عن اعتزازهم بالتعاون الوثيق مع المملكة واستشراف خادم الحرمين الشريفين الأمن العالمي والتعايش السلمي من خلال إنشاء مركز الحوار بين أتباع الأديان والثقافات رغبة منه في السلام. كما نوهت بدور المملكة في دعم العمل الثقافي العربي والعالمي بالإضافة إلى مراكز ومؤتمرات الحوار. عقب ذلك ألقى ولي العهد كلمة قال فيها: «يسعدني اليوم أن أكون متحدثاً على منصة منظمة اليونسكو، هذه المنظمة العريقة، التي تستهدف المساهمة في صون السلم والأمن بالعمل عن طريق التربية والتعليم والثقافة لتوثيق عرى التعاون بين الأمم، والإسهام في تربية النشء على القيم الإنسانية المشتركة، وعلى مفاهيم ثقافة الحوار، والسلام، والتنمية، وبما يحقق العيش المشترك. أيها الاصدقاء: لم تكن المملكة العربية السعودية غائبة عن اليونسكو منذ نشأتها، إذ وقّعت على ميثاقها التأسيسي، واستمرت العلاقة معها حتى اليوم، حيث يولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز اهتماماً كبيراً بتعزيز ثقافة الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، حيث بادر حفظه الله بإنشاء مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وذلك من منطلق المبادئ والقيم الإسلامية المتمثلة في التسامح والاعتدال والحوار ونبذ العنف. ولقد بقيت المملكة العربية السعودية متمسكة بمبادئها بوصفها مهبط الإسلام، تعلو وترتقي بشرف مكانتها فوق كل أشكال الصراعات، التي تشوه الدين وتمزق المجتمع. وأنتهز فرصة وجودي في مقر المنظمة لأشيد مجدداً بالخطوة المهمة، التي اتخذتها اليونسكو من بين المنظمات الدولية كافة، حين صوّت أعضاؤها لمنح فلسطين العضوية الكاملة في المنظمة، وهي خطوة تنسجم مع قيم اليونسكو، التي ظلت تنادي بها منذ تأسيسها، في احترام الدول، والشعوب، وصون الحقوق، ورفض العدوان على الكرامة الإنسانية. وامتداداً لمبادرة اليونسكو النبيلة في دعم الحقوق الفلسطينية، فإننا ندعو المنظمة إلى تفعيل قراراتها الدولية بشأن حماية المسجد الأقصى الشريف من التخريب والاعتداء الإسرائيلي الذي يطاله كل يوم، وحماية كل الآثار والكنوز الحضارية الغالية علينا جميعاً في أرض فلسطين. ولا أنسى في هذا المقام أن أثمّن بكل تقدير لليونسكو تخصيص احتفالية (اليوم العالمي للغة العربية) ما يعني الوعي بقيمة اللغة العربية وأهميتها الحضارية. أيها السيدات والسادة: لا يفوتني أن أعبّر عن امتنان المملكة لما تحقق خلال السنوات القليلة الماضية من النجاح في توثيق العلاقة بينها وبين اليونسكو في كل اختصاصات المنظمة، وأخص بذلك، تسجيل مواقع: مدائن صالح، والدرعية القديمة، ومؤخراً جدة التاريخية في لائحة التراث العالمي. وختاماً.. أتمنى لكم ولهذه المنظمة الممثلة لوجدان العالم، كل التوفيق في تحقيق الأهداف الإنسانية والأخلاقية، التي ننشدها جميعاً في هذا الكون الفسيح. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته». بعد ذلك تسلم ولي العهد نسخة من وثيقة وقّعها الملك عبدالعزيز (رحمه الله) لانضمام المملكة لليونسكو. ثم توجه إلى صالة الاستقبال الرئيسة في المنظمة حيث شارك في العرضة السعودية. كما صافح ولي العهد سفراء الدول دائمة العضوية في اليونسكو. ثم قدم لمديرة عام المنظمة هدية تذكارية عبارة عن قطعة من كسوة الكعبة المشرفة.