منذ منتصف التسعينيات الميلادية. أي منذ بدء المسلسل الشهير طاش ما طاش والاتجاه الدرامي السعودي يميل بصورة واضحة نحو الأعمال الكوميدية. صحيح أن الميلان الدرامي للكوميديا لم يبدأ مباشرةً بعد ظهور طاش ما طاش ولكنه انتظر لسنوات طويلة وزاد في السنوات العشر الأخيرة وتحديداً بعد زيادة التليفزيون السعودي الحكومي لكمية المسلسلات المنتجة خلال العام وبعد انتقال عدد من الممثلين السعوديين لقنوات أخرى خليجية وسعودية. راجع قائمة المسلسلات خلال الفترة من 2003 إلى 2013م. واحسب عدد المسلسلات الكوميدية؟ ثم احسب عدد المسلسلات التراجيدية خلال تلك الفترة؟. خذ على سبيل المثال بعض المسلسلات الكوميدية التي قدّمت خلال السنوات التسع الماضية فقط: (غشمشم- إخواني أخواتي- سكتم بكتم – كلام الناس – من الآخر). أيضاً احسب عدد الممثلين الكوميديين الذين خرجوا للساحة خلال تلك الفترة أو الممارسين للكوميديا. ثم احسب عدد الممثلين التراجيديين الذين خرجوا للساحة الفنية أو عدد الممارسين للتراجيديا؟. ستخرج بنتيجة واحدة. الكوميديا تطغى على التراجيديا. والممثلون الكوميديون يفوقون أقرانهم التراجيديين. في كل 10 ممثلين ستجد 7 كوميديين على الأقل و3 تراجيديين. ولو افترضنا أن عدد المسلسلات السعودية سواءً التي ينتجها التليفزيون الحكومي أو القنوات الأخرى سعودية أو خليجية 10 مسلسلات مثلاً. ستلاحظ أن عدد المسلسلات الكوميدية تستحوذ على 70 إلى 80% من مجموع المسلسلات. لو نظرت إلى الدراما الخليجية أو المصرية أو السورية أو الأردنية أو المكسيكية أو حتى الهندية ستجد توازناً في الأعمال. عدد المسلسلات الكوميدية يوازي تقريباً أو يقل عن المسلسلات التراجيدية. لا يوجد طغيان للكوميديا كما هو حاصل عندنا. ولا أعلم عن سبب طغيان الأعمال الكوميدية لدينا. ولا أعلم عن سبب وفرة الممثلين الكوميديين. هل طغيان الكوميديا نتيجة طلب أو إلحاح جماهيري؟. أو على قول المخرجين المصريين الجمهور عاوز كده، أو هو نتيجة سياسة التليفزيون الحكومي؟. أو بسبب أن قدرات الممثل السعودي في الكوميديا تطغى على قدراته في التراجيديا؟. أو لأن السعودي دمه خفيف ويحب الضحك والفرفشة لدرجة أنه لا يصلح إلا للأعمال الكوميدية فقط؟. أو السبب تسويقي مادي. بمعنى أن الكوميديا عندنا ماشية سوقها أكثر من التراجيديا. الله أعلم.