انطلقت كاميرات المخرجين الخليجيين باكراً هذا العام، رغبةً في دخول السباق الرمضاني والحصول على حصة أكبر من «كعكة الإعلانات». وتنوعت مواضيع المسلسلات بين الهموم الاجتماعية بأسلوب كوميدي وتراجيدي. وتستحوذ الأعمال السعودية والكويتية على نصيب الأسد في الأعمال الخليجية، فمن بين 40 عملاً خليجياً تنتج الكويت 17 مسلسلاً في مقابل 15 عملاً سعودياً، تدخل هذا العام لتنافس بقوة على مستوى الكم، في سابقة هي الأولى لها، بينما تواصل المسلسلات الكويتية نهجها الموسمي المعتاد من حيث الكمّ، بمشاركة مجموعة من أبرز ممثليها وممثلاتها. ويأتي في مقدمهم حياة الفهد وسعاد عبدالله وهما اعتادتا كل عام على التفرد ببطولة عمل خاص يحصد اهتماماً واسعاً من القنوات الفضائية. ويبرز اسم المسلسل السعودي «طاش ما طاش» كأبرز الأعمال الخليجية التي تغيب هذا العام، بعد انفصال قطبيه عبدالله السدحان وناصر القصبي، وهو الغياب الذي فتح الباب على مصراعيه للمنتجين الكوميديين السعوديين ومنهم حسن عسيري وفايز المالكي وحبيب الحبيب وعبدالله السدحان وفهد الحيان ومحمد العيسى ليخرجوا ب10 أعمال كوميدية. في المقابل، لا تجد الأعمال الكوميدية في الدراما الكويتية سوى مساحة ضيّقة، مقارنة بالتراجيدية. ويبدو أن الهجوم الذي كانت تواجهه الكوميديا في الكويت تحديداً خلال الأعوام الخمسة الماضية واعتبار كثر أنها دون المستوى، دفعا المنتجين إلى التوجّه لاختيار مجموعة من النصوص التي تتناول مجموعة من القضايا الاجتماعية وطرحها بعيداً من الأسلوب الكوميدي الذي لا يجد القبول اللازم من المشاهدين الكويتيين. لكنّ الحضور الدرامي لكل من الإمارات وعمان وقطر والبحرين، يأتي ضعيفاً خلال رمضان، نتيجة قلة المنتجين والممثلين، مقارنةً بالسعودية والكويت. وعلى رغم الكم الكبير من المسلسلات الخليجية المنتظر تقديمها هذا العام، إلا أن وزارات الإعلام خصصت أقساماً لمراقبة الأعمال الرمضانية، التي يتم إنهاء تصويرها، قبل منحها إجازة العرض أو إصدار قرار بمنعها، كما حدث لأعمال كويتية، أوقفت في المواسم الماضية، بحجة أن مقدار الجرأة غير مقبول في تلك الأعمال على الصعيدين السياسي والاجتماعي. قرارات أنظمة الرقابة وجدت في مواسم مختلفة ردود فعل متباينة، ولا سيما تلك التي اتهمتها بالتغاضي عن أعمال معينة، لما يملكه منتجوها من نفوذ ما يمنحها إجازة العرض. لكن الجدل الموسمي حول قيمة الأعمال المقدمة وحقيقة نجاحها في كسب الاهتمام الجماهيري يظل الحديث الأهم على مدى الموسم، قبل أن ينتهي بعاصفة من البيانات الرسمية التي تتبادل القنوات إصدارها للحديث عن نسب المشاهدة التي لا تأتي غالباً مُرْضِية لكل الأطراف.