عبّرت فتيات سعوديات عن تفاعلهن مع أحداث غزة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي بوضع صور تحتوي على أعلام فلسطين وتتضمن الدعاء لهم، مستهجنات ما حدث للأطفال والنساء من نزف للدماء وفرحات بانتصار ينتظر أن تكون أولى خطوات التحرير مما يؤكد أنه مهما تعددت اهتمامات وهوايات وتوجهات الفتيات السعوديات إلا أن أحداث الأمتين الإسلامية والعربية تتصدر اهتماماتهن. تقول فاطمة العواض (جامعية) «نعلم يقيناً أن وضعنا لتلك الصور في مواقع التواصل الاجتماعي لن يخفف عن أم ثكلى ولا يتيم فقد أباه ولا أرملة فجعت بفقد زوجها لكننا نحاول ولو بالقليل أن نشعرهم بأننا معهم ونثبت للعالم أننا أمة واحدة نحزن لحزنهم ونفرح بنصرهم، ونؤكد لهم بأنه مهما طال بفلسطين العذاب والحرب ونزف الدماء ستبقى صامدة وستواجه حتى تعود وتنتصر ويعود أقصانا حراً لننعم بفضل وأجر صلاة بين أرجائه فتلك أمنيتنا جميعاً قبل الممات، وتابعت نفعل كل ذلك رغم علمنا ويقيننا التام بأن كلماتنا ليست إلا وقت وتنقضي وصور ستنسى ولكن يبقى الدعاء نرفعه دوماً ولا نملك سواه. وأضافت «كما حزنا لما حدث ها نحن اليوم نفرح بانتصارهم وصمودهم وندعو الله أن تحرر فلسطين عاجلًا ويرد كيد الكائدين في نحورهم. وقالت شهرة الشهري «التفاعل مع غزة أمر طبيعي فما تعرضوا له من أحداث واستنزاف للدماء البريئة حرّك مشاعر الحب والأخوة بدواخلنا ولا نملك إلا الدعاء، وما نضعه من صور ونرتديه من شالات وملابس تحمل علم فلسطين هو شيء من التضامن. وقالت أحلام العسيري (طالبة ثانوي) «مهما بلغت سعادتنا بنجاح أو زواج أو استقرار أو أمان فإن هذه السعادة لن تكتمل ونحن نبيت بأمن وأمان ولنا أخوة في فلسطين لا يهنأون بنوم ولا أكل ولا راحة، نحن نحمل همهم ودائماً الإنسان يشعر بقليل من الراحة إن عبّر عن حزنه أو فرحه بوضع صور أو كلمات تصف ما يشعر به.» من جهته قال أستاذ التوجيه والإرشاد النفسي، إمام وخطيب جامع الهداب بالرياض عبدالعزيز الأحمد «إن دخول الفضائيات، وانتشار شبكات التواصل والانفتاح الإعلامي وظهور الأجهزة الذكية جعلت التأثر والتأثير ليس محلياً أو إقليمياً بل عالمياً، لذا نلاحظ الشباب والشابات يعبّرون عن أي حدث محلي أو عالمي أو داخلي أو خارجي في «تويتر» أو «فيسبوك» أو «إنستقرام» وغيرها إما مع أو ضد أو مشاركة عابرة وهكذا ..» وأضاف «تنوعت المشاركات فبعضهم كانت مشاركته تعبيراً وجدانياً من باب التضامن والدعاء وبعضهم من باب المطالبة والمناشدة وآخرون من باب التوضيح والبيان إلخ.. وأمثلة ذلك متعددة في الداخل والخارج، كقصة قتل المبتعثة ناهد المانع -رحمها الله- ، أو من باب النقد أو التحفيز لسلوك طيب ومن ذلك ما رأيناه من التضامن مع أهل غزة الذين قتلوا ودمرت بيوتهم. فهو مشاركة وجدانية وتضامن مع شعب مظلوم أرضه محتلة وموضوع غزة أجمع عليه المسلمون ومشاركة الفتيات وغيرهم فيه نوع من التضامن ومواساة الجراح .»