باتت الشكوى من التعامل مع دور النشر من أمور الحياة اليومية لدى الكتاب والأدباء السعوديين، ففي حديثهم على منابر ثقافية أو على شاشة تليفزيون أو في حسابهم الخاص على إحدى شبكات التواصل الاجتماعي، لا بد أن يكون الاستغلال الذي تمارسه دور النشر العربية تجاه الكاتب السعودي، في صدارة القضايا التي يثيرها هذا الكاتب أو ذاك. لا تنازلات جديدة لذلك بدأ بعض منهم في المطالبة بعدم تنازل المؤلفين والكتاب السعوديين عن حقوقهم دور النشر. وهذا ما يشدد عليه الروائي طاهر الزهراني الذي يقول: لطالما كان المؤلف السعودي يدفع مبالغ طائلة لدور النشر العربية حتى تطبع له، ويرى في هذا الفعل «مهزلة» يجب أن تتوقف، مضيفا: «لا ينبغي أن نستمر في هذه المهانة، لابد أن نكوّن قوة ضغط حتى يتوقف هذا الاستغلال، سواء مع دور النشر أو مع وسائل الإعلام». ويتحدث الزهراني، الذي نشر مؤخرا روايته الجديدة «أطفال السبيل»، في صفحته على «فيسبوك» عن تجربة جديدة له في هذا السياق، ويقول: في شهر رمضان الماضي «بعثت مسودة روايتي الجديدة لدار النشر التي سبق ونشرت بعض أعمالي، ووافق الناشر أن يطبع لي مع إعطائي 100 نسخة مقابل حقوقي»، لكنه رفض العرض، وطالب الناشر ب25% من نسبة المبيعات، بخلاف النسخ الخاصة به. ولأنه لن يتنازل عن حقوقه، فقد بحث الزهراني عن ناشر آخر، مبينا أنه وجد دار نشر أفضل بمراحل، وأنه ضمّن العقد الجديد حقوقا من النسخة العربية والنسخة الإلكترونية، ومن ترجمة العمل، إضافة إلى نسخ من الرواية. ويطالب الزهراني الكتاب والمؤلفين بعدم التنازل «لابد أن نملي شروطنا، زمن التنازلات والدفع لابد أن يتوقف، وكتابك إذا كان يحمل قيمة أدبية لابد أن تراهن عليه، لا أن تدفع ليطبع، وعليكم أن تطالبوا بحقوقكم بكل شجاعة». تعامل متخلف ويكشف الروائي عواض شاهر العصيمي، في حديثه مع الزهراني، عن تجربة مؤلمة مر بها مع إحدى دور النشر المحلية، حين طبع عندها قبل نحو 3 سنوات روايتين بعقدين منفصلين، وأنه حتى الآن لم يحصل على شيء من حقوقه المنصوص عليها في العقدين. ليقول عن ذلك: «ماذا نسمي هذا التعامل المحلي المتخلف مع الكتاب المحليين؟»، ويضيف: «في كل الأحوال، ودون تخصيص وذكر أسماء، ما الفرق بين دار نشر عربية تمارس فقه النصب والاحتيال على من يتورط بطبع كتابه عندها، وأخرى محلية يتبين لاحقا أن فكرة النشر لديها لم تكن ثقافية -تنويرية كما تدعي- من الأساس، وإنما لتكون الدار حصالة نقود ووجها من وجوه (البزنس) وتعدد الدخل». ويختتم العصيمي مداخلته بالقول: «الكاتب المحلي لا يزال يدفع ضريبة أخلاقه وشعوره بالحياء من المطالبة بحقه، وخصوصا من ذوي القربى الذين يمارسون ظلما أكبر من ظلم الأباعد». دعوة للتكاتف أما الشاعر سعد الثقفي، فطالب بتكاتف الكتاب السعوديين أمام استغلال دور النشر العربية والمحلية للكتاب والمؤلفين المحليين. فيما يعتقد الكاتب ظاهر الزارعي أنه لا يمكن الوثوق بدور النشر المحلية والعربية.