فاجأت الرقابة في معرض الرياض الدولي للكتاب، أمس، الزوار بسحب رواية «ترمي بشرر» للروائي عبده خال، الفائز بجائزة البوكر، من جناح دار الجمل (جهة النشر). وأوضح صاحب دار الجمل خالد المعالي ل«الحياة» أن الرواية سُحبت بعد الإعلان عن فوزها بالجائزة العالمية للرواية العربية (بوكر) أول من أمس. وقال إنه كان يتوقع أن تفوز الرواية بالجائزة، من أجل ذلك أحضر كمية كبيرة من نسخ الرواية لبيعها في معرض الرياض الدولي للكتاب، مشيراً إلى كمية الطلبات «الهائلة» من زوار المعرض في يومه الأول صباح أمس، لشراء الرواية. واعتبر مثقفون ما حصل من سحب للرواية يتناقض مع تعهدات وزارة الثقافة والإعلام بأنها «لم ولن تمارس الإقصاء لأي دار نشر داخلية أو خارجية» مشاركة في معرض الرياض الدولي للكتاب. مؤكدة أن المعيار الرقابي الذي تحتكم إليه الوزارة «لم يكن على الإطلاق اجتهاداً فردياً أو مزاجياً، وإنما وفق خط واضح وثابت وضعه متخصصون من الباحثين والمفكرين المتعاونين مع المعرض هذا العام». وشهد المعرض في يومه الأول إقبالاً كبيراً من الزوار الذين يحرصون كل عام، على شراء الكتب في اليوم الأول منعاً لنفاد بعضها أو مصادرتها. هذا الحضور المبكر على ما يبدو لم يشفع لهم، بخاصة أن بعضهم أتى من مناطق أخرى لشراء الكتب، وخصوصاً كتب المؤلفين السعوديين، مبدين استغرابهم من منع كتاب عبده خال، بعد فوزه بأهم جائزة عربية للرواية، طارحين تساؤلات عدة عن دور معرض الرياض الدولي للكتاب، في تشجيع ودعم المؤلف السعودي، حتى وهو يحقق النجاحات التي تسجل للبلد. وبدا واضحاً استعداد دور النشر بالجديد من الكتب، إذ حملت دار رياض الريس عدداً من الكتب الجديدة لكتب عرب وسعوديين، غير أن الإقبال كان على الروايات السعودية مثل «الظلال» لأحمد أبو حيمد و«جانجي» لطاهر الزهراني. وقال مدير الدار محمد الجعيد إن الطلب كان كبيراً على الرواية، ومن أبرز الروايات التي بيعت أمس بكميات جيدة، رواية غازي القصيبي «شقة الحرية»، إضافة إلى رواية «عزف منفرد على البيانو» لفواز حديد، و«حين يشق الفجر قميصه» لمي منسي، وكتاب «الأسرار» لسلوى النعيمي. وقال الجعيد إن الأعمال الشعرية الكاملة لمحمود درويش شهدت إقبالاً كبيراً، إلى جانب كتاب «صدام حسين مر من هنا» لغسان شربل، وكتاب «المسيح العربي» لفاضل الربيعي. في ما عرضت دار الآداب كتباً حول الفلسفة والرواية والأدب، لكن مدير الدار أكد أن كتب الفلسفة لا تشهد إقبالاً وأن «الجميع يتجه للرواية وفي المقدمة روايات أحلام مستغانمي ورواية «القوقعة» لمصطفى خليفة ورواية «أصل وفصل» للكاتب نفسه، و«أميركا» لربيع جابر، وهي من ضمن روايات الست التي كانت مرشحة لجائزة البوكر العربية. أما الدار العربية للعلوم فتشهد كتب الفلسفة وكذلك الرواية إقبالاً جيداً. ومن أبرز الروايات لديهم «الرمز المفقود» لدان براون، وكتب الفسلفة لعلي حرب، ومن أبرز الكتب أيضاً «سيميائيات التطهير» لعبداللطيف محفوظ. وفي شكل عام بدا الناشرون متفائلين بمبيعات اليوم الأول، مؤكدين أن معرض الرياض دائماً الأكبر لناحية القوة الشرائية.