امتداداً لحرص واهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وجَّه جلالته -حفظه الله- وزير البترول والثروة المعدنية بأن تقوم شركة أرامكو السعودية بإنشاء أحد عشر استاداً رياضياً في كافة مناطق المملكة، وبأعلى المواصفات والمعايير العالمية، على غرار ما تمَّ إنجازه -ولله الحمد- في مدينة الملك عبدالله الرياضية في مدينة جدة، ويتسع كل منها لخمسة وأربعين ألف متفرج، وذلك في كل من: المدينةالمنورة، القصيم، الشرقية، عسير، تبوك، حائل، الحدود الشمالية، جازان، نجران، الباحة، الجوف. ويأتي هذا الدعم استمراراً لحرص خادم الحرمين الشريفين -يرعاه الله- على أبنائه المواطنين في كل أمر يعود بالفائدة عليهم، وإعطاء كل منطقة حقها من التنمية في كافة المجالات. وسوف يبدأ العمل -إن شاء الله- في هذا المشروع الكبير فوراً، على أن ينتهي في أقرب مدة ممكنة. كما أصدر خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- أمراً بالموافقة على برنامج عمل تنفيذي لدعم تحقيق أهداف مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير التعليم العام في المملكة مدته خمس سنوات تقدمت به وزارة التربية والتعليم لتلبية الاحتياجات الضرورية والتطويرية التي تحتّمها المرحلة الحالية والمستقبلية. وحددت من خلاله الوزارة الدعم المطلوب للسنوات الخمس القادمة، ووضعت الآلية التنفيذية للإشراف على البرنامج، لتمكينه من تحقيق غاياته السامية، وتزيد إجمالي التكلفة للسنوات الخمس القادمة على 80 مليار ريال. ثم أعلن وزير التربية والتعليم صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل حفظه الله عن التفاصيل التي تضمنها أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، لدعم وتطوير التعليم العام في المملكة عبر هذا المشروع ومدته 5 سنوات بتكلفة إجمالية بلغت 80 مليار ريال. وأنه تم اعتماد مبلغ 42.500 مليون ريال لمشاريع المباني المدرسية لمدة خمس سنوات، لبناء ما يقارب 3000 مدرسة تقريباً، وسيستفيد منها ما يقارب 36% من طلبة المملكة. كلا القطاعين -الشباب والتعليم- مهم ويستحق هذه المكرمة الملكية التي ليست بغريبة على ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين حفظه الله. وقد عرضت «أرامكو» على الشركات المحلية والأجنبية شروط «برنامج الملك عبدالله لإنشاء الملاعب الرئيسة في المناطق» خلال الاجتماع الذي عقدته أمس بحضور أكثر من 1000 شخص من جنسيات متعددة، في مجالات الإنشاءات، الهندسة، والمقاولات، وتضمنت أدق تفاصيل بناء المشروع والمدة الزمنية وأن يكون العمل متزامناً في جميع الملاعب. أملي أن تقود هذه المشاريع الكبيرة نقلة نوعية في البلاد لكن إلى معالم خضراء تضع أسسا لمدن خضراء وخارطة طريق لسعودية خضراء تقود فيه معالم التحضر المستدام في المنطقة. فتكون أساسيات التصميم مبنية على هذا التوجه المستدام. خاصة أن مشاريع الاستادات الرياضية مثلا تشرف عليها أرامكو السعودية وهي شركة لا تحتاج لتعريف فقد ضربت مثالا مشرفا في مراعاة التصميم الجيد فضلاً عن جودة تنفيذ مشاريعها. ولهذا من الجدير ذكره هنا، أن المدن المستدامة التي تكونها المباني الخضراء لم تعد أمرا اختياريا بل ضرورة ليس فقط بيئيا بل صحيا واقتصاديا واجتماعيا إلى غير ذلك من المقاصد. وقد عرضت وشرحت ذلك في مناسبات علمية واجتماعية كثيرة. فقد ناديت لوضع لبنات لمدن سعودية مستدامة ووضحت خصائص هذه المدن السعودية المستدامة الجديرة ببناء مستقبل حين شاركت كنائب لرئيس المجلس السعودي للأبنية الخضراء في مؤتمر الطاقة الشمسية والمنعقد في فندق الفيصلية بالعاصمة الرياض، يوم 30 سبتمبر 2013. فأوضحت أن هذه المدن من أهم خصائصها لتكون مستدامة وتستطيع أن تبني مستقبلا مشرقا: أولا: أن تبنى على فكرة الاستدامة كرؤية لها. ثانيا: أن توظف استراتيجيات الأبنية الخضراء عموما. ثالثا: أن تنسجم جميع الأنظمة المتخذة وفكرة الاستدامة بعيدة المدى. رابعا: أن تكون كفاءة الطاقة والموارد من أهم الأولويات. خامسا: أن تكون الطاقة المتجددة أمرا لازما لا اختياريا «وبالتالي يستدعي ذلك تطبيق مبادرة «التعاون الثلاثي للطاقة المتجددة» التي طرحتها في منتدى تبريد المناطق الرابع في سبتمبر 2013، بين الأطراف الثلاثة وهي مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة، والشركة السعودية للكهرباء والمجلس السعودي للأبنية الخضراء، بحيث تلتزم الأطرف الثلاثة بمهمات محددة، فيتم إضافة طاقة متجددة من قبل المدينة ووضع استراتيجيات ترشيد استهلاك الطاقة من قبل المجلس وخفض استخدام الوقود من قبل الشركة كل من هذه الأطراف معا وفي فترة ويشارك ويساهم بنسبة 5% سنويا لعشرين سنة قادمة». وأما خاصية هذه المدن السادسة فهي: أن تحافظ على البيئة الطبيعية فمثلا لا تدفن شاطئا ولا تجرف زرعا ولا تقطع جبلا. وأخيرا: أن تتميز هذه المدن من الناحية الاقتصادية، بتوفير حياة عالية الجودة بمساكن في أحياء متكاملة مستدامة. هل تقود وزارة التربية والتعليم «الجهة التي تضع أولى اللبنات للسلوكيات الرشيدة وترسم ملامح الفكر المستنير والإبداع والنافع للوطن وبين الأجيال» وشركة أرامكو السعودية هذا التوجه «فضلا عن غيرها من المشاريع الكبيرة كمشاريع وزارة الإسكان فمعلوم أنه خصّص حوالي 250 مليار ريال سعودي لتنفيذ عدد من مشاريع الإسكان لبناء 500.000 وحدة سكنية» وتضع بالتالي لبنات واضحة عملية لمشوار مدن مستدامة، فهل تتأسس مشاريعها على فكرة مستدامة وتكون كفاءة الطاقة وحفظ الموارد الطبيعية «المياه والنفط….» على رأس الأولويات؟ وهل نرى في هذه المشاريع الاستغناء عن مصادر الطاقة التقليدية -تماما أو على الأقل إلى 75% – في تشغيلها إلى مصادر الطاقة المتجددة؟ فيرى المشاهد الزائر إن شاء الله لأي مشروع من هذه المشاريع ألواح الطاقة الشمسية منتشرة على أسطحها ومساحات تحيطها. هل من الممكن أن نرى هذه المشاريع تضيف للبيئة ولا تأخذ منها؟ أملي للجهتين وغيرهما بالتوفيق ووضع لبنات لمشاريع خضراء تقود لمدن خضراء وبالتالي سعودية خضراء!!