أجمع الحضور في محاضرة "استراتيجيات الأبنية الخضراء" التي نظمتها الهيئة السعودية للمهندسين بالأحساء الثلاثاء الماضي في مقر الغرفة بحضور المهندس حمد بن ناصر الشقاوي رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للمهندسين، أجمعوا على أهمية رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله -حفظه الله- حول الأبنية الخضراء والتي ترتكز على "الاستفادة من الموقع العام للأبنية في الإضاءة والتهوية، واستقطاب الطاقة المستجدة وتكرير المياه وترشيدها واستخدام المواد الصديقة للبيئة في إنشاء وتجهيز الأبنية لصالح صحة وأمن وسلامة الإنسان والبيئة وهي معايير هندسية دقيقة في التصميم والتنفيذ والتشغيل. وأكد المحاضر المهندس فيصل بن صالح الفضل الأمين العام لمبادرة خادم الحرمين الشريفين للأبنية الخضراء ورئيس شعبة المباني الخضراء في الهيئة السعودية للمهندسين على أن الإحصاءات أثبتت أن المباني الخضراء لها الوفرة والمنافع المباشرة على الموارد المتاحة، كالتقليل من الهدم والردم للمنشآت بنسبه 50-75% مما يقلل من مخلفات الردم، أيضا أظهرت المشاريع المطبقة للأبنية الخضراء فاعلية الحد من اقتصاد الطاقة والتخفيف من الغازات الضارة بنسبة 30%، إضافة إلى توفير وترشيد المياه بنسبة 40% في الاستخدام، وأن شمولية تأثير النشاط العمراني في البعد الاجتماعي والاقتصادي والتدهور البيئي. ولفت إلى أن استنزاف الموارد الطبيعية يتطلب ممارسات الأبنية الخضراء والاستدامة لما لها من إيجابيات اجتماعية واقتصادية، ولها تأثير أيضا على المستوى البيئي في تحسن التنوع البيلوجي والإيكولوجي، ويخفف من النفايات والانبثاق الكربوني ويطور الأراضي الزراعية الخصبة والمحميات الفطرية ويحفزه ويوفر الموارد الطبيعية، مشيرا إلى أن المملكة تحظى بنسبه 5% من الأبنية الخضراء على مستوى الشرق الأوسط. وكشف الفضل أنه تم تدريب نحو 200 مهندس في المملكة على أنظمة الأبنية الخضراء، وأن خطتهم تستهدف تدريب ألف مهندس، معتبراً أن هذه الخطوات هي تعزيز لمبادرة خادم الحرمين الشريفين. ونفى أن يكون الفارق في التكلفة بين الأبنية الصديقة للبيئة والأبنية التقليدية كبيراً، وأنه لا يتجاوز ال12% كحد أقصى، فيما قد ينخفض إلى 1%، كما كشف عن أن المملكة أصبحت تضم 130 مشروعاً للأبنية الخضراء، وعرض منها 70 مشروعاً، مبيناً أن مدينة الرياض تضم أكبر عدد من تلك المباني حيث تضم 40 مشروعاً، فيما تضم المنطقة الشرقية 10 مبانٍ منها مشروع المدرا التابع لأرامكو الحاصل على الجائزة البلاتينية. بدوره تمنى المهندس عبدالرحمن بن عبدالله النعيم مدير فرع الهيئة السعودية للمهندسين بالاحساء على شعبة الأبنية الخضراء في الهيئة إلى توثيق العلاقة مع المكاتب الاستشارية لإعداد مهندسين ومصممين متخصصين في الأبنية الخضراء والمساهمة في رفع ثقافة هؤلاء لكي لا تفاجئ تلك المكاتب بتطبيق إقرار هذا النوع من الأبنية، وأنه ليس من المعقول أن تبقى تلك المكاتب الاستشارية في الظل ولا تواكب التطور. وأكد النعيم إلى أن تصميم وتنفيذ وتشغيل المباني الخضراء تأخذ في الاعتبار جانبين كفاءة الطاقة وحماية البيئة، وتحفز على استخدامات مواد أعيد تدويرها والاعتماد على الموارد الطبيعية والمتجددة كضوء الشمس والرياح ومياه الأمطار، وكل ذلك بغية التقليل من أثر المباني السلبي على البيئة وصحة الإنسان. بدوره دعا المهندس عبدالله بن محمد العرفج وكيل أمانة الأحساء خلال مداخلة له إلى دعم إضافي من قبل صندوق التنمية العقاري للمقترضين الذي سيطبقون أنظمة الأبنية الخضراء، معتبراً أن من شأن هذا الدعم تحفيز وتشجيع المقترض على التطبيق وبدونه لن يكون هناك ما يحفزهم لتطبيق هذا النوع من البناء. وأكد المهندس محمد آل صقر الغامدي عضو مجلس الشعبة بأن اللقاءات الدورية التي تقدمها شعبة المباني الخضراء هي نشاطات تطوعية لخدمة المهندسين والمهتمين بهذه الصناعة الواعدة بهدف الرقي بالأعمال الهندسية بالمملكة. بدوره شدد المهندس صالح البقشي على أهمية تهيئة طلاب كليات الهندسة في الجامعات لتطبيق هذا النوع من الأبنية ليصبح لدينا خريجون بعد 5 سنوات يملكون مؤهلات تواكب هذه النوعية من الأبنية.