ارتكب مقاتلو داعش مجزرة جديدة في قرية كوجو ذات الغالبية الإيزيدية وأعدموا العشرات من سكانها، حسبما أفاد مسؤولون وشهود. وتبنى مجلس الأمن الدولي الجمعة بالإجماع قراراً بموجب الفصل السابع يهدف إلى إضعاف المقاتلين الإسلاميين المتطرفين في العراقوسوريا بإجراءات لقطع مصادر التمويل عنهم ومنعهم من تجنيد المقاتلين الأجانب. ويشكل القرار أوسع إجراء تتخذه الأممالمتحدة في مواجهة الإسلاميين المتطرفين الذين باتوا يسيطرون على أجزاء واسعة في سورياوالعراق ويرتكبون أعمالاً وحشية. وأجبر «داعش» عشرات آلاف من الأقليات في محافظة نينوى على الفرار بعد استهدافهم ومطالبتهم باعتناق الإسلام بالقوة. وقال هوشيار زيباري وزير الخارجية السابق إن «موكباً من سيارات تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية دخل مساء الجمعة إلى القرية». وأضاف «قاموا بالانتقام من سكانها وهم من الغالبية الإيزيدية الذين لم يفروا من منازلهم». وتابع «ارتكبوا مجزرة ضد الناس». وأضاف نقلاً عن معلومات استخباراتية من المنطقة أن «حوالي ثمانين منهم قتلوا». وقال هاريم كمال أغا، وهو مسؤول تنظيمات الاتحاد الوطني الديمقراطي في محافظة دهوك، إن «عدد الضحايا بلغ 81 قتيلاً»، مؤكداً أن المسلحين اقتادوا النساء إلى سجون تخضع لسيطرتهم». من جانبه، قال محسن تاوال، وهو مقاتل إيزيدي، إنه رأى «عدداً كبيراً من الجثث في القرية». وأضاف «تمكنَّا من الوصول إلى جزء من قرية كوجو حيث كانت الأسر محاصرة، لكن ذلك بعد فوات الأوان». وتابع «الجثث كانت في كل مكان، تمكنَّا من إخراج شخصين على قيد الحياة فقط فيما قتل الجميع». وتمكن المقاتلون الأكراد على الأرض والضربات الجوية الأمريكية في نهاية المطاف من فك الحصار عن معظم المحاصرين والسماح لهم بالفرار بعد عشرة أيام من حصارهم، ولكن لا يزال بعضٌ منهم باقين في الجبال. من جهته، طالب مسعود بارزاني رئيس حكومة كردستان العراق المجتمع الدولي بالعمل على تجفيف مصادر تمويل تنظيم «داعش» بشكل شامل. وفي مقابلة مع مجلة «فوكوس» الألمانية الصادرة اليوم، قال بارزاني إن تنظيم الدولة يستولي يومياً على ثلاثة ملايين دولار عبر الابتزاز وسرقة النفط. وفي ذات السياق، لفت بارزاني إلى أن تنظيم الدولة استولى كذلك على ما يزيد عن مليار دولار من خلال السطو على البنك الوطني العراقي في الموصل وتكريت. وأكد الزعيم الكردي أن الأكراد ينتظرون من ألمانيا تقديم مساعدات إنسانية بالإضافة إلى توريد أسلحة وذخيرة لقوات البشمركة، «وبهذا فقط يمكن للجيش الكردي أن يرد مسلحي تنظيم الدولة». كما شدد على عدم حاجة الأكراد إلى قوات أجنبية: «فنحن بالفعل ليس لدينا نقص في المقاتلين الشجعان، لكننا لدينا نقص في الأسلحة الحديثة والمؤثرة». وتابع: إن تنظيم الدولة تمكن في المقابل من الاستيلاء على ذخائر وأسلحة ثقيلة تابعة لخمس فرق عراقية كانت قد تخلت دون قتال عن قواعدها ومخازن أسلحتها في يونيو الماضي.