بحضور عدد من المثقفين والمهتمين بالأدب والشعر أقيمت مساء أمس الأول أمسيتان شعريتان في ملتقى الشعر لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، الذي تحتضنه مدينة الطائف خلال الفترة من 15 إلى 18 شوال 1435ه، كانت الأولى بمشاركة الشعراء علي الدميني ومحمد أبو شرارة من السعودية وراضي الهاجري من قطر والشاعرة نبيلة زيباري. وأشاد مدير الأمسية الدكتور جريدي المنصوري بجهود وزراء الثقافة في الخليج العربي في خدمة الأدب والثقافة وبدأت الأمسية بقصائد للشاعر علي الدميني منها تغريدات، وقالت الريح، واعترافات على يد أبو تمام، كما قدم الشاعر راضي الهاجري من دولة قطر عدة قصائد منها قصيدة مدينة الورد وأهداها للطائف مستضيفة الملتقى، ثم قدمت الشاعرة البحرينية نبيلة زيباري عدة قصائد نالت استحسان الحضور. وفي ختام الأمسية كرم مدير عام الأندية الأدبية الأمير سعود بن محمد شعراء الأمسية ومديرها الدكتور جريدي المنصوري. وفي الأمسية الثانية التي أدارها الدكتور عبدالله السلمي، وشارك فيها الشعراء ماجد الخالدي من الكويت الذي قدم عديداً من القصائد منها نزوة ولا تطرقي الأبواب وفي الشانزلزيه، أما الشاعر محمد النعمي من السعودية فقدم صرخة ثم جرح الجحود فقصيدة حلم الصبا وأخيرا ختم بقصيدة هواك وطوارق الشجن، أما الشاعرة الهنوف محمد من الإمارات فألقت قصائد في العراق وعلى سجادة الحب. وقرأت الشاعرة فاطمة الغامدي من السعودية عددا من القصائد المتنوعة. من جهتها قالت الدكتورة فاطمة إلياس إن الأمسيتين ظهر فيهما تفوق للشاعرات والشعراء، وكانت متنوعة من حيث القصائد ومن حيث التوجه للشعراء، وقالت إن هذا المساء كان مدججا بالشعر. كما أشارت الدكتورة إلى جودة البناء الدرامي في قصائد ماجد الخالدي والهنوف محمد، وشبهت قصائد الهنوف محمد بقصيدة الهايكو اليابانية، وظهرت شاعرية الدكتورة نبيلة زيباري التي ابتكرت جملها الشاعرية وصورها التي استخدمتها في بنائها لكل قصائدها. من جانب آخر قال الشاعر مفرح الشقيقي إن الأمسيات كانت متنوعة بين الشاعرات والشعراء الخليجيين من حيث الطرح، وربما الصورة الأبهج والأجمل هي تنوع الأجيال التي حضرت في هذه الأمسية؛ فشاهدنا ثلاثة أجيال مختلفة ومتباينة، وهذه البصمة هي الأكثر إدهاشا وصنعًا للمفارقة داخل الأمسيات. كما شهدت فعاليات الملتقى مشاركة واسعة للمرأة الخليجية من خلال مشاركة 7 شاعرات خليجيات، إضافة إلى مشرفة إدارية على رأس الوفد العماني. وأوضحت الشاعرة العمانية شميسة بنت عبدالله العماني أن مشاركتهن في مثل هذه الملتقيات التي جمعت أسماء شعرية كبيرة، كفيلة بأن تصقلهن وتؤهلهن لحمل رسالة المرأة الخليجية، المعتزة بدينها وثقافتها لإظهارها في جميع المحافل العربية أو العالمية. وأكدت إدارية الوفد العماني نورة البلوشي أن المرأة على عاتقها أمانة كبيرة، فهي المدرسة التي إن تم إعدادها بالصورة الصحيحة الملتزمة بدينها وثقافتها، كفيلة بإعداد مجتمع كامل صالح. كما أكدت الشاعرة الإماراتية الهنوف محمد أن المرأة الخليجية تحظى بخصوصية لا تجدها النساء في بقية العالم، مضيفة أنه يقع على عاتق المثقفات والشاعرات الخليجيات خاصة أمانة نقل رسالة المرأة الخليجية وإيضاح الواقع الذي كفله لهن الدين الحنيف. كما أعربت من جانبها الشاعرة السعودية لطيفة قاري عن غبطتها بالمشاركة في هذا الملتقى الشعري الخليجي الذي يجمع كوكبة من شعراء وشاعرات الخليج الواحد. وقالت لطيفة: «التقينا بأخواتنا وشقيقاتنا من دول الخليج الحبيبة، وتبادلنا معهنّ الحكايات والهموم، وناقشنا الدواوين الشعرية والعناوين، مستلهمين سويةً تراثنا وثقافتنا المشتركة». عبر الشاعر القطري محمد إبراهيم السادة في قصيدته التي حملت عنوان «الطائف» عن عشقه لها، مخاطباً جبل «غزوان» الذي تقع على قمته مدينة الطائف قائلاً: جاء ذلك خلال لقائه مع وكالة الأنباء السعودية، الذي أوضح فيه أن الملتقى الخليجي للشعر يعد تظاهرة ثقافية تجمع شعراء الخليج لتلقي على عاتقهم أمانة الرقي بالحركة الشعرية والارتقاء بالشعراء الشباب. وبيّن الشاعر محمد السادة أنه بفضل والده الذي كان محباً للشعر، ويقرأ عليهم بعضاً من أمهات الشعر العربي، قرض الشعر وهو في سن مبكرة، ومع دارسته العلمية وازدياد اطلاعه انطلق في سماء الشعر.