يتوجه الناخبون الأتراك إلى صناديق الاقتراع اليوم لاختيار رئيس جديد لبلادهم بشكل مباشر لولاية تستمر خمس سنوات، وليس عن طريق البرلمان كما كان يحدث من قبل. ويُعد رئيس الوزراء الحالي رجب طيب إردوغان /60 عاما/ من حزب «العدالة والتنمية» الحاكم هو الأوفر حظا للفوز في السباق الرئاسي الذي يتنافس فيه ثلاثة مرشحين. وأعرب حزب العدالة والتنمية عن ثقته في إمكانية فوز أردوغان في الجولة الأولى ، مع احتمالات بإجراء جولة إعادة في وقت لاحق من هذا الشهر إذا لزم الأمر. ويشن أردوغان حملته بناء على سجله كرئيس للوزراء لمدة 11 عاما ويريد تغيير نظام الحكم ليصبح رئاسيا له صبغة تنفيذية على نحو أكبر. وينافس أردوغان في هذه الانتخابات أكمل الدين إحسان أوغلي /71 عاما/ مرشح حزبي «الشعب الجمهوري» الذي ينتمي إلى تيار يسار الوسط و»الحركة القومية» اليمينية المتطرفة. ويؤيد إحسان أوغلي وهو الأمين العام السابق لمنظمة التعاون الإسلامي الحفاظ على النظام الرئاسي لأنه يضطلع بدور «توحيدي رمزي». ويأمل صلاح دميرتاش وهو مرشح كردي أيضا في حشد أصوات من اليسار من خلال برنامجه الليبرالي الذي يركز على حقوق الإنسان، وهو أول كردي يسعى للفوز بمنصب الرئاسة. ويسمح الدستور التركي بشغل منصب الرئاسة لمدة فترتين متتاليتين. ويقول أردوغان إنه يأمل في أن يكون رئيسا للبلاد في عام 2023 عندما تحتفل تركيا بمرور مئة عام على تأسيس الجمهورية الحديثة من خلال مصطفى كمال أتاتورك. ويخشى منافسا أردوغان من أن يعطي النظام الرئاسي على نمط تنفيذي مزيدا من السلطات لشخص يتهمونه بأنه أصبح مستبدا بشكل كبير في السنوات الأخيرة. ويشكِّل فوز أردوغان في الجولة الأولى عاملا مهما يتيح له تحقيق هدفه الخاص بإجراء تغييرات دستورية لدعم الرئاسة. وينظر إلى الانتخابات الرئاسية التركية في جوانب كثيرة على أنها استفتاء على شعبية رئيس الوزراء ، الذي تشير استطلاعات الرأي إلى وجود حالة انقسام بين الأتراك بشأن أدائه. وكان حزب «العدالة والتنمية» قد ظهر في الانتخابات المحلية التي جرت في مارس الماضي كأكبر حزب بحصوله على نحو 43 % من الأصوات في أول انتخابات تجرى منذ المظاهرات التي شهدها العام الماضي في متنزه «جيزي بارك».