الرجال كُثر والفرسان قِلة، الإنسانية لها فارس مُلهم هُمام صاحب نظرة ثاقبة واستشراف المستقبل، بيده الخُطام هو القائد الفذ خادم الحرمين الشريفين الملك المبارك عبدالله بن عبدالعزيز أيده الله، حكيم مقدام كيّس فطن لا تأخذه في الحق لومة لائم صاحب رأي سديد وعقل رشيد… لقد دأبت المملكة العربية االسعودية دائماً وأبداً على أن تكون سبّاقة لِما فيه مصلحة الأمتين الإسلامية والعربية وفق موقعها المتميز، ولكون خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولي ولي العهد والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء والمستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين حفظهم الله ورعاهم، لا يدخرون وقتاً ولا يألون جُهداً في الاهتمام بشؤون الإسلام والمسلمين وتقديم كل المساعدات لإخوانهم وأصدقائهم في هذه المعمورة. الملك الصالح الذي سخَّره الله عزّوجل ليكون اليد التي تعمل من مهبط الوحي ومهوى أفئدة الناس مملكة الخير، قبلة الإسلام والمسلمين ليكون رعاه الله عوناً وسنداً بإذن الله لكل ما فيه خير وصلاح هذه الأمة، أبو متعب يستشعر أننا وأشقاءنا كالجسد الواحد والبُنيان المرصوص يشد بعضه بعضا في كل الظروف والأحوال، المملكة بحكامها ورجالها تسعى حثيثاً بكل ما أوتيت من قوة لجمع الكلمة ووحدة الصف بين الإخوة وهي داعية للسلام والمحبة قال تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا… الآية) ليسود العالم بأسره الأمن والأمان والاستقرار، وكانت بلادنا حريصة لِطرح لغة الحوار بين الأديان والتعامل بمعنى الإسلام السمح وتوصيل رسالته البيضاء بعيدة عمّن غُرّر بهم من الضالين المنحرفين الذين سلكوا طريق الشيطان واتبعوا أهواءهم ومصالحهم الدنيوية وقد انكشفت أقنعتهم وزيفهم، والإسلام منهم براء، إن ما يقومون به من أعمال مُشينة تتنافى مع تعاليم الدين الحنيف ومع الأعراف الإنسانية ويلفُظها كل صاحب بصيرة ولُب. الإسلام دين السماحة والمعاملة الحسنة في القول والعمل.. إذ لا يحق قتل النفس التي حرم الله وفق أهواء هؤلاء الحاسدين الذين استباحوا وسفكوا دماء المسلمين بغير وجه حق وأشاعوا الفوضى وزعزعوا الأمن واستقرار الأمة في مثل هذه الأعمال الغوغائية التي ليست في الإسلام من شيء.. إن ما لحق ببعض الدول العربية وما يدور فيها من أعمال عُنف؛ قتل، وأعمال إجرامية في بلاد الشام، وليبيا، والعراق وبعض الدول الأخرى الإسلام منها بريء، إنما نتيجة تصفية حسابات يقوم بها أعداء الله من الإرهابين والحاقدين غير آبهين بحُرمة هذا العمل الذي هو من أعمال الشيطان وأعوانه، ضاربة مصالح شعوبهم عرض الحائط، لا يخشون الله سبحانه وتعالى وعقابه الأليم لمن يستبيح الدماء ويحرق الأرض ويهلك الحرث والنسل، وقدمت المملكة عبر قيادتها الرشيدة وهي السباقة دوما لكل خير النصح والتحذير لتلك الدول من هؤلاء الأوغاد، إلا أنهم لم يسمعوا ولم يُعيروا ذلك الأمر أي اهتمام مما نتج عنه هذه الفتنة والتمزق وما نرى من كثرة الأعداء في الساحات العربية رغم أن العدو الأكبر هم الصهاينة المعتدون، إلا أننا نجد ما يحصل في الدول التي ذكرناها آنفاً من قتل وفوضى وتشرذم وتشريد ما لم يفعله أعداء الإسلام الحقيقيون. إن كلمة خادم الحرمين الشريفين جاءت تاريخية اتسمت بالشفافية وهي خارطة الطريق، والشعلة التي سوف تُنير ظلمات وطرقات إخوانه وأشقائه وأمته، يرجو منها عفو ورضوان ربه وإبراءً للذمة، جاءت في اليوم السادس من هذا الشهر حيث اختتمها أبو متعب (اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد، اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد، وسيعلم الذين ظلموا أي مُنقلب ينقلبون)، جاءت الكلمة بمنزلة البلسم الشافي وحملت مضامين ووثائق وكل الآمال والطموحات للأمتين العربية والإسلامية جاء في ثناياها كل الخير لكي تستعيد الأمة ريادتها وقوتها والإمساك بزمام الأمور قال تعالى (كنتم خير أمة أُخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر.. الآية) كلمة الملك المبارك شخّص فيها الداء ووضع إصبعه رعاه الله على مكمن الجرح، الكلمة نابعة من إنسان يستشعر مسؤولياته أمام خالقه عزّ وجل ثم إخوانه المسلمين في أصقاع الدنيا، أراد أن يستنهض كل ضمير ومن كان له قلب، وحث علماءها لأداء واجبهم الشرعي تجاه عقيدتهم وأماناتهم وشعوبهم وأنهم مؤتمنون وسوف يقفون أمام العلي القدير، كما أكد حبيب الشعب أن أولئك الشاذين يحاولون اختطاف الإسلام وتقديمه للعالم بأنه دين التطرف والإرهاب والكراهية، على المجتمع الإسلامي أن يُدين هذه الأعمال الإرهابية وأن يتصدى لها بكل قوة، إن الإرهابيين المنحرفين يعيثون في الأرض فساداً وطغيانا؛ يقتلون النفس المحرمة ويُمثلون بها ويتباهون بنشرها باسم الدين والدين منهم براء، إن هؤلاء الحاقدين شوهوا صورة الإسلام الناصعة وألصقوا به كل أنواع الصفات السيئة بأفعالهم المشينة، وقد دعا الملك المفدى قادة وعلماء المسلمين إلى القيام بمسؤولياتهم وواجباتهم نحو دينهم ومجتمعاتهم، وأوضح أن المتخاذلين عن أداء مسؤولياتهم التاريخية ضد الإرهاب لمصالح وقتية ومخططات مشبوهة سيكونون أول ضحاياه وسوف يكتوون بناره. وأشار أيده الله إلى مَغبة ما يحدث تحت سمع وبصر المجتمع الدولي في التصدي لهذه الآفة المستشرية في شق صف المسلمين بكل مؤسساته ومنظماته بما في ذلك منظمات حقوق الإنسان هذا المجتمع الذي لزم الصمت مُراقباً ما يحدث في المنطقة دون أن يُحرك ساكناً وكأنما الذي يحدث أمر لا يُعنيه، هذا الصمت الذي ليس له تبرير، غير مُدركين بأن ذلك يؤدي إلى خروج جيل لا يؤمن بغير العُنف رافضاً للسلام مؤمناً بالصراعات لا بالحوارات، واستطرد أبو متعب في كلمته الشاملة المقتضبة المواقف الثابتة للمملكة تجاه قضايا الإسلام والمسلمين وبالتحديد في دعم الإخوة في فلسطين، والشام وكل أرجاء المعمورة، وما يتعرض له الشعب الأعزل في غزة من قِبل الصهاينة المغتصبين في قتل الأبرياء من الشيوخ، والنساء والأطفال ومن هدم للمنازل وتشريد، والعالم لا يلتفت مُتجاهلاً تلك الأعمال الإجرامية! أين الضمير وحقوق الإنسان من هؤلاء المعتدين الغاشمين؟ داحضاً وفقه الله الأقاويل الكاذبة التي تُشكك في مواقف المملكة الثابتة من الأزل تجاه أشقائهم خاصة في فلسطين في ظروفهم ومحنهم. والمملكة مازالت وستبقى على مواقفها السابقة في تقديم كل المساعدات المادية والعينية للأشقاء والأصدقاء في الرفع عن كاهلهم جرّاء العدوان الصهيوني والتخفيف عنهم ومن هذا البطش وهذا التدمير الجماعي، كما طالب العلماء بترك الكسل والقيام بما هو منوط بهم، وأن هذه الكلمة تعبر عن كل المسلمين. وقد لاقت كلمة خادم الحرمين الشريفين وما جاءت به من بُشرى في مضامينها صدىً وترحيباً واسعين عربياُ، وإسلامياً وعالمياً عبر وسائل الإعلام المختلفة في تلك الدول. سائلاً المولى عزّ وجل أن يحمي بلاد الحرمين الشريفين وكافة بلاد المسلمين من شر الحاقدين والطامعين وأن ينعم على بلادنا بدوام الأمن والأمان والرخاء وكافة أوطان المسلمين، وأن يرحم الله سبحانه وتعالى شهداءنا ويجعلهم في عِليين بالفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين، وأن يوفق الله عزّوجل خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد لِما يحبه ويرضاه ويجعل ما يقدمونه في موازين حسناتهم.