ترتفع درجات الحرارة بشكل جنوني فتزداد حاجة الناس للمياه.. تنقطع المياه في مركز ما، فيستغل أصحاب الصهاريج النقص الحاد في منسوب المياه، فترتفع الأسعار بشكل جنوني.. هذا ما حصل مع سكان المراكز والقرى الشمالية لتربة، فبعد الشح الكبير الذي واجهوه خلال الأسابيع الماضية أخذوا يطالبون فرع وزارة المياه والكهرباء بتشغيل أشياب مياه الشرب. وقالوا ل «الشرق» كان من المقرر تشغيلها قبل عامين من الآن بأوامر مباشرة من أمير منطقة مكةالمكرمة السابق الأمير خالد الفيصل أثناء آخر زيارة له لتربة قبل تنصيبه وزيراً للتربية والتعليم. وأبدا الأهالي استياءهم من سيطرة العمالة الوافدة وبعض الشباب السعودي على منافذ بيع المياه ليرفعوا سعر صهريج المياه إلى 250 ريالا في الوقت الذي تقوم وزارة المياه بتجربة ضخ مياه منذ فترة دون تشغيلها لإنقاذ المواطنين من الاستغلال الكبير من قبل أصحاب صهاريج الماء الذين استغلوا ضعف الرقابة على الأسعار حسب قولهم. موضحين أن أصحاب الصهاريج يتفقون فيما بينهم لرفع الأسعار نتيجة زيادة الطلب عليها من قبل المواطنين بسبب زيادة الاستهلاك في فصل الصيف مطالبين الجهات المعنية بالتدخل لإعادة الأسعار لمستواها الطبيعي وفرض عقوبات صارمة على المخالفين أو تشغيل أشياب سقيا الأهالي التي يتم تشغيلها تجريبيا. وقال منصور البقمي من سكان شعر: إن العمالة والمواطنين أصحاب صهاريج المياه استغلوا كثرة الطلب على مياه الآبار التي تستخدم في الغسيل في رفع الأسعار من 70 ريالاً إلى 250 ريالاً في كثير من الأحيان مشيراً إلى أن الأسعار في حالة زيادة العرض يصل إلى 180 ريالاً، مع العلم بأنها مياه آبار غير نقية قد تشكل خطورة على المستهلك. وحمَّل البقمي وزارة المياه المسؤولية بسبب عدم تشغيلها أشياب مياه التحلية التي وعدنا بها، واستمر الوعد من شهرين إلى سنتين دون تشغيلها وتخليص المواطنين من استغلال العمالة مطالباً بالتدخل السريع من قبل الجهات المعنية لرفع معاناة المواطنين مع أسعار المياه التي استنزفت الجيوب.. وأرهقت المواطنين. وبين محمد حباب من سكان العصلة أن أصحاب صهاريج المياه شكلوا سوقا سوداء في مركز شعر يحددون فيها الأسعار يومياً برغباتهم تتراوح من 200 إلى 250 ريالاً حسب الحركة اليومية، مع فرض رسوم إضافية على المنازل والمساجد التي تبعد عن الموقع أو لا تكون على طريق معبدة، مطالباً بإنهاء هذه الأزمة من خلال وضع الحلول المناسبة والسريعة للقضاء على هذا الجشع غير المبرر. وإنهاء الأزمة التي سببتها وزارة المياه في المنقطة الغربية بتأخيرها تشغيل الأشياب دون داعٍ أو حجة سوى تجربة وتنظيف أنابيب الخط الناقل منذ فترة طويلة. وأكد حباب أن استغلال أصحاب الصهاريج واتفاقهم على رفع سقف الأسعار له مردود سلبي على المساجد والمرافق والأعمال التي تعتمد على المياه كثيراً، وهو ما يشير إلى تعطل مصالح الناس اليومية ووقوعهم في حرج مع مختلف الخدمات التي يحصلون عليها من تلك المرافق. وأكد جلال الرحماني من العرقين شمال تربة: إن وزارة المياه لاتزال تمهل الشركة المنفذة التي تعمل بسرعة السلحفاة وسط استغلال المواطنين من قبل أصحاب الصهاريج الذين رفعوا الأسعار إلى 300 ريال للصهريج بمركز العرقين. وقال: إن هذا الجنون في رفع الأسعار أرهق الناس، وزاد من مشاقهم. مناشداً التدخل لحل معاناة المواطنين مع نقص المياه وغلاء أسعارها وذلك بتعميد تشغيل محطات المياه المحلاة للمنطقة، قبل أن تنفد جيوبنا بسبب الارتفاع المحموم وغير المبرر. «الشرق» بدورها قامت بالتواصل مع المديرية العامة للمياه بمنطقة مكةالمكرمة، ولكن لم تتوصل إلى مديرها المهندس عمر باعامر، وكذلك الناطق الإعلامي للمديرية، ولم نتلق أي رد حتى لحظة إعداد هذا التقرير.