حملت الأيام المباركات لعيد الفطر المبارك رؤى باصرة، ونظرات حكيمة بادر بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله-، لتقع في النفوس موقع البلسم الشافي، والعلاج الناجع، محفوفة بروحانيات شهر رمضان المبارك وعيد الفطر السعيد، داعية أبناء المملكة العربية السعودية، بل الأمة الإسلامية جمعاء إلى التزام النهج الحنيف الذي من شأنه سعادة الناس، وصلاح شؤونهم، الأمر الذي من شأنه أن يصرف الهمم إلى العطاء والإنجاز وعمارة الأرض ضمن ضوابط الخيرية التي أمرنا الله تعالى بها، وهو النهج الكريم الذي اختطه لهذه الدولة القائد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه-، وسار على دربه أبناؤه البررة من بعده، وصولاً إلى القائد الحكيم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وفقه الله، وسدد مسعاه الرامي لتعزيز منهج التوازن، والحفاظ على المكتسبات. وإن المتأمل في خطاب خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- يجده مستشرفاً لتلك الأخطار، واعياً للأضرار الناتجة عن الابتعاد عن جادة الصواب، ومنبهاً في الوقت ذاته لأهمية استشعار ذلك، والسعي دون كسل أو تردد لدرء تلك الأخطار والأضرار، فرادى ومجتمعين، في ظل توجيهاته الحكيمة. كما أنه خطاب يتضمن نداءً إلى العقلاء والمفكرين من العالم الإسلامي للقيام بما يمليه عليهم واجبهم الديني والأخلاقي لمؤازرة الشقيقة فلسطين، ورفع المعاناة عن شعبها، وكذا لمجابهة أصحاب الأهواء والاتجاهات غير السوية ومخططاتهم التي يراد منها الإخلال بسلامة الأمة العربية والإسلامية، وإدخالها في أتون الفوضى ودوامة الإرهاب، وهو الأمر الذي ألح خادم الحرمين الشريفين على التحذير من تبعاته في عديد من خطاباته الكريمة، وبذل كثيراً من الجهود واعتمد عديداً من السياسات التي أثمرت بحمد الله تعالى تغلب المملكة العربية السعودية على تلك النزعات الإرهابية، وعمقت مبادئ التعاون والتعاضد بين أبناء الوطن، وجعلتهم يداً واحدة مع قيادتهم الرشيدة في العمل لصالح الوطن واستقراره ورخائه، وسيبقى الوطن كذلك على الدوام بإذن الله تعالى في ظل رؤى القائد الحكيم، وسياساته السديدة.