أدى اليوم أكثر من نصف مليون مصلٍّ صلاة الجمعة في المسجد النبوي بكل يسر وسهولة وراحة واطمئنان، وسط منظومة متكاملة من الخطط الأمنية والخدمات، حيث شهد مسجد المصطفى عليه الصلاة والسلام منذ الساعات الأولى من هذا اليوم توافد المصلين للمسجد الذي امتلأت أروقته وأدواره وساحاته وأسطحه بالمصلين. وأشرف صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة على الخدمات التي تقدمها الجهات المعنية والرعاية الشاملة التي وفرتها أجهزة الدولة في مختلف المجالات بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي العهد وسمو ولي ولي العهد حفظهم الله، حيث جَنَّدتْ كل القطاعات المعنية بخدمة قاصدي المسجد النبوي كل طاقاتها البشرية والآلية لتقديم أفضل الخدمات وتحقيق كل ما يمكِّن الزوار والمعتمرين من أداء شعائرهم بكل يسر وأمان وسهولة. وفي هذا الخصوص سخَّرت شرطة المدينةالمنورة جميع أجهزتها لخدمة المصلين، وظهر بشكل فاعل وملموس جهود رجال الأمن العام ودورهم الحيوي نحو واجبهم تجاه زوار المسجد النبوي، وشكَّلت تلك الجهود سياجاً أمنياً منيعاً أساسه العمل الدؤوب والسهر على راحة الزوار ونتاجه النجاح الذي يتوافق مع تطلعات المسؤول عبر جميع أفرع إدارات الأمن العام في المنطقة. من جهتها، هيَّأت وكالة الرئاسة لشؤون المسجد النبوي مرافق المسجد وشغَّلت الخدمات فيه بدءاً من فتح الأبواب وحراستها ثم نظافة المسجد وأروقته وساحاته وتوفير السجاد والفرش ونظافته، وتوفير ماء زمزم المبرد، وتشغيل الإنارة والتكييف، والعناية بالمصلين والزوار وتلبية احتياجاتهم في المسجد النبوي، وذلك بتنظيم حركتهم دخولاً وخروجاً، وتوفير عربات لذوي الاحتياجات الخاصة، واستدعاء الإسعاف في الحالات الطارئة، وحفظ المفقودات وإرشاد التائهين. وفي سياق متصل، جنَّدت إدارة مرور منطقة المدينةالمنورة رجال المرور بكافة كوادرهم من خلال تنظيم الحركة المرورية من وإلى المسجد النبوي الشريف، ومنع الازدحام وفك الاختناقات المرورية والزحام، وتنظيم حركة المشاة، ومنع دخول السيارات الصغيرة للمنطقة المركزية، وضبط المخالفين من السائقين حفاظاً على أرواح المصلين. أما أمانة المدينةالمنورة، فتقدم خدماتها من خلال خطط متكاملة أعدتها على أساس مضاعفة الخدمات في مجال صحة البيئة والأسواق، وخاصة فيما يتعلق بالنظافة العامة والرقابة الصحية وتنظيم الأسواق على مدار الساعة، حيث تم حشد جميع الطاقات البشرية والمادية وتجهيز المعدات والآليات وتسخير كافة الإمكانيات اللازمة لتقديم أعلى المستويات في الخدمة، وذلك لراحة زوار طيبة الطيبة وساكنيها. وفي مجال الصحة، حرصت المديرية العامة للشؤون الصحية في منطقة المدينةالمنورة على تحقيق أعلى مستوى من الأداء للخدمات الصحية للمصلين وزوار المسجد النبوي من خلال توفير منظومة متكاملة تشمل البرامج العلاجية والوقائية والإسعافية في المراكز الصحية الواقعة حول المسجد النبوي. وضاعفت هيئة الهلال الأحمر السعودي في المدينةالمنورة من خدماتها من خلال تنفيذ خطتها باستحداث مركز للإسناد البشري والآلي، وزيادة فرق العناية من فرقتين إلى أربع فرق إسعافية، وانتشار عربات الهلال الأحمر الميدانية وفرقها حول المسجد النبوي، حيث يعمل في كل عربة مسعفون مؤهلون تأهيلاً أكاديمياً يمكِّنهم من فحص الحالة وتقديم الخدمة الإسعافية المناسبة، كما تم تجهيز هذه العربات بأجهزة القياس الطبية لدرجة الحرارة والضغط والسكر وغيرها، وفيها طبيب يوجد على مدار اليوم يقوم بالكشف وتشخيص الحالة ومن ثم علاجها في الموقع أو نقلها لأقرب مستشفى أو مركز صحي.