استبعد رئيس الأبحاث في الاستثمار كابيتال والخبير النفطي المهندس مازن السديري، وجود أي تأثير سلبي على الطلب العالمي للنفط الأحفوري، مشيراً إلى أن النفط الصخري لا يمكنه توفير 80% من المشتقات التي يوفرها النفط الأحفوري، وأبرزها «الكازولين» و«الديزل». وأوضح السديري ل «الشرق» أن المؤشرات الميدانية، والأبحاث العلمية تؤكد أنه لا مخاوف على معدل احتياج دول العالم للنفط الأحفوري، مؤكداً أن «ظهور كميات تجارية من النفط الصخري في الولاياتالمتحدةالأمريكية أو غيرها من دول العالم، مهما بلغت في حجمها، فلن تكون بديلاً للنفط الأحفوري، الذي توفر مشتقاته الكازولين (البنزين)، والديزل، اللذين يعتبران عصب الطاقة في الاستخدامات الحالية على مستوى العالم، ولا يمكن استخراجهما من النفط الصخري، الذي يوفر مشتقات تصلح لإنتاج الكهرباء، أضف إلى ذلك الكلفة العالية في استخراج النفط الصخري، ومعدل التلوث البيئي الذي ينتج عن عمليات استخراجه». وألمح السديري إلى أن «هناك تراجعاً كبيراً على مستوى دول العالم، في الاعتماد على النفط الأحفوري في إنتاج الطاقة الكهربائية». وقال: «إنتاج الطاقة الكهربائية كان يستهلك نحو 5% من إنتاج النفط الأحفوري، أما الآن، فتراجعت النسبة إلى 1%، بعد الاعتماد على مشتقات نفطية أخرى، وهو ما يعزز استخدامات النفط في مجالات صناعية أخرى، وتوفير المشتقات الضرورية للطاقة». وأكد السديري أن إنتاج منظمة أوبك يسير بحسب الخطط والنسب الموضوعة له، ولا توجد مخاوف من تراجعه مستقبلاً. وقال: «معظم دول أوبك، وأخص دول الخليج منها، ليست لديها عقبات تقنية، كما أن لديها استثمارات نفطية عملاقة، تعزز قدراتها الإنتاجية، ما يرسخ قدرة هذه الدول على الالتزام بالحصص المقررة لها، وتغطية الطلب العالمي، مع الالتزام بأسعار مستقرة للمستهلكين، بصرف النظر عن الاضطرابات، التي قد تؤثر على إنتاج بعض الدول المنتجة للنفط، مثل ليبيا والعراق». أظهر مسح ل «رويترز» أمس ارتفاع إنتاج منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» من الخام في يوليو مقارنة مع يونيو في الوقت، الذي طغى فيه التعافي الهش للإمدادات الليبية على تأثير القتال الدائر في العراق وانخفاض الإنتاج في أنجولا. ورغم هذه الزيادة، لا تزال الاضطرابات في إفريقيا والشرق الأوسط تؤثر على الإمدادات. وقد يعوق ذلك قدرة المنظمة على تعزيز الإنتاج في وقت لاحق من العام، وهو الوقت الذي تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يرتفع فيه الطلب على خام أوبك. وأظهر المسح الذي يستند إلى بيانات ملاحية ومعلومات من مصادر في شركات نفطية وأوبك وشركات استشارية أن متوسط إمدادات المنظمة بلغ 30.06 مليون برميل يومياً في يوليو ارتفاعاً من 29.92 مليون برميل يومياً في يونيو. ويقترب إنتاج أوبك بذلك من الهدف المعلن للمنظمة البالغ 30 مليون برميل يومياً. ويقول محللون إن تعطل الإنتاج في بعض دول أوبك، مثل العراق وليبيا، يساعد المنظمة فعلياً على تحقيق التوازن في السوق، وليست التخفيضات الطوعية. وقال يوجين واينبرج محلل السلع الأولية في كوميرتس بنك في فرانكفورت «يبدو أن أوبك تسيطر على إنتاجها في الوقت الحالي، وذلك على الأرجح بفضل الأحداث الخارجية». وتضخ المنظمة، التي تضم 12 دولة عضواً ثلث إمدادات النفط في العالم. وأظهر المسح أنه في يوليو جاءت أكبر زيادة من ليبيا، التي ارتفعت إمداداتها بواقع 210 آلاف برميل يومياً إلى 430 ألف برميل يومياً. وقالت مصادر من قطاع النفط إن السعودية أكبر مصدر للخام في أوبك زادت إمداداتها بنسبة طفيفة وهو ما يرجع لأسباب منها زيادة الحاجة إلى النفط في محطات الطاقة المحلية.