قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي محطة الكهرباء الوحيدة في غزة وسوَّت بالأرض منزل القيادي في حركة حماس، إسماعيل هنية، وضربت عشرات الأهداف في القطاع أمس الثلاثاء ما يبدد أي أمل في نهاية سريعة للعدوان الذي مضى عليه 22 يوماً. وقال مسؤولو صحة في غزة إن 30 فلسطينياً على الأقل قُتِلُوا في هجمات إسرائيلية على القطاع من الجو والبر والبحر كانت من بين الأسوأ منذ بدء الهجوم الإسرائيلي، وارتفع العدد الإجمالي لشهداء العدوان إلى 1191 شهيداً. في السياق نفسه، أكدت وزارة الداخلية في غزة أن طائرة إسرائيلية أطلقت قبل فجر الثلاثاء صاروخاً على منزل إسماعيل هنية، لكن لم تقع إصابات. وكتب هنية على موقع «حماس» الإلكتروني أن منزله ليس أغلى من منازل الفلسطينيين التي هدمت، مضيفاً أن تدمير حجارة لن يكسر عزيمة الفلسطينيين وأنهم سيواصلون مقاومتهم حتى ينالوا الحرية. وأفادت «حماس» بأن تليفزيون الأقصى وراديو الأقصى استُهدِفَا أيضاً، واستمرت القناة التليفزيونية في البث لكن الراديو توقف. واشتد الهجوم الإسرائيلي بعد مقتل 10 جنود إسرائيليين في هجمات عبر الحدود أمس الإثنين، بينما هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بحملة ممتدة على القطاع «إلى أن يتم تدمير شبكة أنفاق حماس». وتصاعدت أعمدة الدخان الأسود من خزانات الوقود في المنشأة التي تمد القطاع بثلثي احتياجاته من الطاقة. وقالت هيئة الطاقة المحلية إن التقييم المبدئي للأضرار يشير إلى أن المحطة قد تبقى خارج الخدمة لمدة عام. وقُطِعَت الكهرباء عن مدينة غزة وأجزاء عديدة من القطاع الذي تسيطر عليه حماس بعد ما قال مسؤولون إنه قصف إسرائيلي للحاويات التي فيها 3 ملايين لتر مكعب من وقود الديزل. واعتبر مدير المحطة، محمد الشريف، أن المحطة «انتهت». وقالت بلدية مدينة غزة إن الأضرار التي لحقت بالمحطة يمكن أن توقف عديداً من مضخات المياه في المنطقة، وحثت السكان على ترشيد استهلاك المياه. وأُطلِقَ عدد من الصواريخ من غزة نحو جنوب ووسط إسرائيل بما فيها منطقة تل أبيب، وتم اعتراض صاروخ واحد على الأقل بنظام القبة الحديدية المضاد للصواريخ، ولم ترد تقارير عن وقوع إصابات أو أضرار. وتصاعدت الضغوط الخارجية على نتنياهو لكبح جماح قواته، ودعا كلٌّ من الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى وقف فوري لإطلاق النار يسمح بوصول قوافل المساعدات إلى 1.8 مليون فلسطيني يعقبها مفاوضات بشأن وقف مستمر للأعمال القتالية. وفشلت الجهود التي قام بها وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، في تحقيق انفراجة تؤدي إلى تحول هدنة قصيرة خلال بداية عطلة عيد الفطر إلى وقف مستمر لإطلاق النار. وفي الضفة الغربية، قالت القيادة الفلسطينية إنها تتحدث باسم حماس والجهاد الإسلامي، وعبَّرت عن تأييدها لوقف لإطلاق النار يتراوح ما بين 24 و72 ساعة. وأعلن أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ياسر عبد ربه، أن «القيادة الفلسطينية وبعد اتصالات ومشاورات مع الإخوة في قيادة حماس والجهاد، تعلن باسم الجميع الاستعداد لوقف فوري لإطلاق النار لمدة 24 ساعة، وهناك اقتراح من الأممالمتحدة بمد هذه الهدنة لمدة 72 ساعة ونحن نتعاطى بإيجابية كذلك مع هذا الاقتراح». لكن المتحدث باسم حماس، سامي أبو زهري، قال إن تصريحات عبد ربه لا تعكس موقف حماس، وإن حماس لم تعطِ موافقتها على أي شيء قاله عبد ربه. إلى ذلك، أكدت وكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» أن أكثر من 182 ألف نازح فلسطيني توجهوا للاحتماء بالمدارس والمباني التابعة للمنظمة الدولية.