تبرأ رئيس تحرير صحيفة «بيلد» الألمانية، كاي ديكمان، من مقال نُشِرَ في العدد الأسبوعي للصحيفة «بيلد أم زونتاج» أمس الأول الأحد واحتوى على انتقادات شديدة للمسلمين اعتبرها كثيرون تحريضية. وقال ديكمان في عدد أمس الإثنين إن الصحيفة ودار نشر «شبرينجر» التي تصدرها «ليس بها مكان للتصريحات التعميمية التي تنتقص من الإسلام والبشر الذين يؤمنون بالله». وكان نائب تحرير الصحيفة، نيكولاوس فيست، وصف الإسلام في مقاله أمس بأنه عائق ضد الاندماج، وقال «لست بحاجة إلى عنصرية مستوردة ولا إلى ما يمثله الإسلام إلى جانب ذلك». وقوبل فيست بانتقادات شديدة على موقع «تويتر» للتدوينات القصيرة حيث اتهمه نشطاء بالعنصرية والعداء للإسلام. من جانبها، اعتذرت رئيسة تحرير العدد الأسبوعي للصحيفة، ماريون هورن، عن المقال وقالت إن صحيفة «بيلد أم زونتاج» جرحت مشاعر «وبكل وضوح لسنا معادين للإسلام، أعتذر عن الانطباع الذي تولد». وقال النائب ذو الأصول التركية عن حزب الخضر في البرلمان الألماني، أوشان موتلون، في مقاله الذي كتبه في صحيفة «بيلد» أمس بطلب من رئيس تحرير الصحيفة ديكمان إنه يرى أن مقال فيست كان «عنصرية محضة» وأن الجمل التحريضية التي حملها المقال تؤجج دون داع الأحكام المسبقة والمخاوف والعداء للبشر. من جانبه، قال النائب البرلماني ذو الأصول التركية عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي، سيردار يوكسيل، إنه حرك دعوى ضد الصحيفة بتهمة التحريض العنصري، مضيفاً أن «ما فعله السيد فيست يسمم الأجواء في مجتمعنا». ورأى يوكسيل أنه «إذا كانت صحيفة بيلد تتحدث بجد عن التسامح وعن مكافحة العداء للسامية فعليها أن تقيل فيست من منصبه». وكانت صحيفة «بيلد» دعت الجمعة الماضية من خلال عنوانها الرئيس إلى شن حركة واسعة ضد العداء للسامية ومن أجل التسامح وذلك في ظل تكرار ترديد هتافات معادية للسامية خلال المظاهرات المعبرة عن الغضب من الحملة العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة في ألمانيا وفي عدد من الدول الأخرى. وقال متحدث باسم دار «شبرينجر» التي تصدر عنها الصحيفة إن المقالات عادةً تعبر عن الرأي الشخصي لصاحبها ولا تعكس وجهة نظر أسرة التحرير. وكان فيست صاحب المقال قال في مقاله إنه يتساءل بشأن ما إذا كان الدين عائقا أمام الاندماج وقال «انطباعي هو: ليس دائما، ولكن فيما يتعلق بالإسلام، نعم». وطالب فيست بمراعاة ذلك عند النظر في طلبات الراغبين في الحصول على اللجوء في ألمانيا مضيفاً «لست بحاجة لعنصرية مستوردة كما أني لست بحاجة لبقية ما يدعو إليه الإسلام».