وافقت إسرائيل وحماس على تمديد الهدنة في قطاع غزة، فيما دعا من باريس وزراء خارجية الولاياتالمتحدة وفرنسا وقطر وتركيا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا من إلى تمديد الهدنة 24 ساعة إضافية قابلة للتجديد. وكانت الحكومة الأمنية الإسرائيلية المصغرة وافقت أمس على تمديد وقف إطلاق النار في قطاع غزة أربع ساعات إضافية لينتهي بذلك عند منتصف الليل، وفق ما قال أمس متحدث باسم الجيش ووزير الاستخبارات. ودخل اتفاق الهدنة الإنسانية حيز التنفيذ عند الساعة الثامنة من صباح أمس بالتوقيت المحلي (5.00 تغ) بعدما أعلنت حماس فجر أمس موافقتها عليه ثم إعلان الجيش الإسرائيلي التزامه بها، مؤكداً أنه سيرد في حال تعرَّض لهجوم كما «سيواصل الأنشطة العملانية لكشف وتدمير الأنفاق في قطاع غزة». وبعد ساعات على دخول الهدنة الإنسانية حيز التنفيذ لمدة 12 ساعة في قطاع غزة، عاد الفلسطينيون إلى أحيائهم المدمرة بحثاً عمَّا تبقى لهم بين الحطام. وكانت منظمة الأممالمتحدة للطفولة أشارت إلى مقتل «192 طفلاً» فلسطينياً على الأقل، فيما أشارت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» إلى لجوء أكثر من 160 ألف فلسطيني إلى مقارها. وارتفعت حصيلة الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة الذي بدأ في 8 يوليو إلى أكثر من ألف قتيل فلسطيني أمس غالبيتهم العظمى من المدنيين. وقال أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية إنه «تم انتشال أكثر من مائة شهيد من تحت الأنقاض ومن بين الأزقة في مناطق مختلفة في القطاع نتيجة للعدوان الصهيوني الهمجي ما يرفع إلى ألف، عدد شهداء الحرب والعدوان». وأوضح القدرة أن العدد الأكبر من شمال قطاع غزة حيث «انتشلت جثث 35 شهيداً تحديداً من بلدة بيت حانون وجباليا». ومن الجانب الإسرائيلي أعلن الجيش عن مقتل اثنين من جنوده في معارك دارت في قطاع غزة مساء الجمعة ليرتفع عدد القتلى العسكريين إلى 37. كما تحدث الجيش عن 138 جريحاً بينهم تسعة في حالة خطرة. وفي باريس، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس للصحافيين «ندعو كل الأطراف إلى تمديد وقف إطلاق النار الإنساني لمدة 24 ساعة قابلة للتجديد»، وذلك بعد لقاء عُقد في باريس بحضور وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظرائه من بريطانيا وألمانيا وإيطاليا وقطر وتركيا وكذلك ممثل للاتحاد الأوروبي. وأضاف فابيوس إثر اللقاء الذي استمر ساعتين «نريد جميعاً التوصل بالسرعة الممكنة إلى وقف دائم لإطلاق النار يلبي متطلبات إسرائيل الأمنية، ومتطلبات الفلسطينيين للتنمية الاجتماعية والاقتصادية». ولم يشارك وزراء خارجية إسرائيل وفلسطين ومصر في هذا اللقاء الذي أطلق عليه اسم «الاجتماع الدولي لدعم وقف إطلاق النار الإنساني في غزة». وكان وزير الخارجية الألماني فرانك- فالتر شتاينماير أشار سابقاً إلى أن هذا اللقاء لا يهدف إلى تحديد «المسؤوليات عن هذا التصعيد الجديد» للعنف، بل «للتوصل إلى موقف مشترك يؤكد على ضرورة وقف القتل». وفي تعقيبه على الاجتماع الدولي في باريس حول غزة، قال المتحدث باسم حماس فوزي برهوم «نرتقب حتى نعرف نتائج هذا الاجتماع ثم نحكم عليها، لكن نتمنى أن تكون مخرجات هذا الاجتماع تصب في صالح الضحية الشعب الفلسطيني بوقف العدوان وألا تُعطي غطاءً لجرائم المحتل».