كتب الأستاذ براك البلوي مقالاً في صحيفة آفاق الإلكترونية يوم الثلاثاء الماضي بعنوان «الناقمون على أدبي حائل لماذا؟» حاول فيه أن يدافع عن إدارة نادي حائل الأدبي، وذكر فيه أن عدداً من صحفيي المنطقة تعرضوا للنادي بالاتهامات الكاذبة والتلفيق والقذف! ويا عجباً والله من هذا الكلام الذي يخالف الحقيقة ويتضاد مع المنطق ويبتعد كل البعد عنه! ثم يتحدث الأستاذ بلغة تحريضية عن أولئك الصحفيين والمثقفين ويتمنى أن يراهم يُجلدون أمام بوابة النادي الجديد! حينما تميّز النادي في تنظيم ملتقى حاتم الطائي قبل أشهر قليلة امتدحه أكثر المهتمين بالشأن الثقافي في حائل، وهذا من الإنصاف الذي يجب أن يتحلى به كل مثقف وإلا كان بوقاً يردّد ما يريده الفضاء دون وعي! وحينما تعثر نادي حائل الأدبي انتقده المثقفون حمية للأدب ومودة للثقافة وحُباً في الوطن وابتغاءً لنهضة المنطقة في الجانب الثقافي، كتب الصحفيون والكتّاب عن ضعف أنشطة النادي مقارنة بميزانيته الكبيرة، وتحدث بعضهم عن مبنى النادي الجديد الذي أثار ضجة كبرى في تويتر، حيث نشر الأستاذ عبدالعزيز الرشيد عدداً من الصور الغريبة للمبنى تساءل فيها عن هذه الملايين التي دُفعت من أخيه الدكتور ناصر الرشيد المتبرع لبناء النادي ب23 مليوناً!! ونُشرت هذه التساؤلات في الصحف كردة فعل طبيعية لما يحدث، فنُشر في الشرق بتاريخ 2014/5/5 تقرير عن فوارق بأكثر من مليون وستمائة ألف في عقود المبنى، وفي عدة تقارير لصحيفة مكة بتاريخ 1و 3 من شهر أبريل الماضي تساءلت التقارير عن أموال نادي حائل، وكذلك تقرير صحيفة الحياة بتاريخ 6 أبريل الفائت عن طمس هوية المنطقة الثقافية على لسان مثقفين، وكالعادة كان رد مجلس الإدارة على هذه النقارير هو الصمت البليغ! ثم يأتي من العاملين في النادي من يُطالب بجلد المثقفين لأنهم انتقدوا هذه المؤسسة، ويرى أنها طبعت لهم كتباً وأقامت لهم أمسيات!! كأنه لم يعلم أن هذه أصغر حقوقهم! وكأنه لا يدري أن النادي مؤسسة ثقافية تهم جميع أهالي المنطقة وليس النادي «ديوانيةً» لمجلس الإدارة! بعد صمتٍ طويل يشبه صمت القبور ظهر من مجلس النادي بيان يستنكر فيه هذا «الهجوم» عليه، ويهدد باللجوء إلى القضاء وتوكيل مكتب محاماة لمقاضاة من رآهم متهجمين! وهذا حقّ للمجلس إن كان هناك اتهامات، لكن الحقيقة أنه لم يكن هناك أي اتهامات في الصحف بل كانت تساؤلات عن المبالغ الضخمة مقابل الأداء الضعيف! يجب على وزارة الثقافة أن تكون في قلب الحدث، وألا تغض الطرف عمّا يحصل في نادي حائل الأدبي وأن تجيب عن التساؤلات المطروحة، فسكوت النادي لا يلزم منه سكوت الوزارة فهي جهة تراقب الأندية وتحاسبها بشفافية ووضوح أمام الإعلام أو هكذا يُفترض! وبعد؛ فقد جاءنا زمنٌ يُحرَّض فيه على المثقفين الأحرار فقط لأنهم حرصوا على الحقيقة وأحبّوها، ويتمنى بعضهم أن يُجلد المثقفون والصحفيون أمام بوابة الثقافة جزاءَ محبّتهم لمنطقتهم وبحثهم عن الحقيقة ودفاعهم عن الثقافة! إن كان عندكَ يا زمانُ بقيةٌ مما يُهان بها الكرامُ فهاتها!