بدأت عناصر من القوات المسلحة والشرطة العسكرية في مصر الانتشار بمحيط ومداخل ومخارج مطار القاهرة الدولي فى إطار الخطة الموضوعة لتأمين هذا المرفق الحيوي قبل ساعات من بدء عصيان مدني دعت له القوى السياسية فى الذكرى الأولى لتنحي الرئيس السابق حسني مبارك. ولطمأنة المواطنين وضع الجيش لوحات على مدرعاته مكتوب عليها «الجيش والشعب إيد واحدة» و»حماية الشعب». وانتشرت دبابات وعربات مدرعة بأطقمها منذ مساء أمس على الطريق المؤدي للمطار، وفى المطارين القديم والجديد وحول المباني والمنشآت لمعاونة قوات الأمن بمطار القاهرة فى تأمين المطار، كما تواجد عدد من ضباط وجنود الشرطة العسكرية حول مبنى وزارة الطيران والمبانى الحيوية الأخرى، كما نشرت عناصر القوات المسلحة والشرطة العسكرية فى العديد من المحافظات لحفظ الأمن. وتباين مواقف القوى السياسية حول الدعوة التي أطلقها البعض إلي الإضراب العام غدا السبت، تحت شعار «إلزم بيتك»، حيث انتشرت عدة وحدات تابعة للمنطقة المركزية العسكرية فى القاهرة الكبرى لتأمين المنشآت العامة والأهداف الحيوية، وتم تنظيم تسعين دورية ثابتة ومتحركة تجوب الميادين والشوارع الرئيسية، لدعم عناصر الشرطة المدنية والمساهمة في حفظ الأمن وبث روح الطمأنينة لدى المواطنين.كما تم الدفع بأربعين دورية أمنية فى محافظات الإسكندريةوالغربية وكفر الشيخ والبحيرة، كما دفعت المنطقة الغربية العسكرية بأربعين دورية ثابتة ومتحركة بمدن مطروح وبراني والسلوم وسيوة، بالإضافة إلي تشكيل ثماني دوريات لتأمين مواقع حقول البترول في الصحراء الغربية.وفي المنطقة الجنوبية العسكرية، تم الدفع ب 36 دورية ثابتة ومتحركة بمحافظات أسيوط وسوهاج وقنا والأقصر وأسوان والبحر الأحمر والوادي الجديد.وحول الجدل الدائر في الشارع السياسي المصري بسبب الدعوة للعصيان المدني، نوهت الصحف لإعلان عدة نقابات مهنية وعمالية وقوى سياسية وأحزاب رفضها المشاركة في الإضراب والعصيان، بينما تمسكت القوى المؤيدة لهما باستكمال أهداف الثورة ومطالبها، لافتة إلى أن الأجهزة الحكومية أعدت خطة طوارئ لتوفير الكهرباء والطاقة والمياه والخبز،وزيادة ساعات العمل لدعم الاقتصاد الوطني.وأكد ممثلو 36 حركة ثورية المشاركة في الإضراب الشامل غدا، وتشكيل غرفة عمليات تتولي التمهيد للعصيان المدني في حالة نجاح الدعوة إلي الإضراب.ورفضت الجماعة الإسلامية الدعوة الموجهة للعصيان المدني قائلة إن هذه المرحلة هي من أحرج الأوقات التي مرت بها مصر، وقالت الجماعة إن هذه الإضرابات لا يتم اللجوء إليها إلا إذا وجد خطر داهم على شعب مصر أو نكوص من المجلس الأعلى عن تسليم السلطة فى الموعد المحدد.وأشار مجلس شورى الجماعة – في بيان صحفي – إلى أن العصيان يهدد بكثير من المخاطر منها تحطيم ما بقي من اقتصاد مصر، وإشعال الفتنة في البلاد، وزيادة التوتر الأمني وأعمال البلطجة والنهب.وكان شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب قد ناشد المصريين جميعا أن يتمسكوا بأداء واجبهم وألا يعطلوا العمل ساعة واحدة، بينما طالبت الكنيسة المصرية الأرثوذكسية كل مواطن مصري بأن يعمل من أجل بناء مستقبل قوي لمصر.