«إذا ضربت فأوجع فإن الملامة واحدة» قد نندم في بعض الأحيان حين نسأل شخصاً ما عن رأيه في شيء ما يخصنا أو نحتاج لرأي مختلف لرأينا، حين تتشابك خيوط أفكارنا وتتشابه نتيجة التفكير الطويل والمحاولات العديدة حتى تصبح الرؤية لدينا واحدة ونبقى حائرين دون رأي. يسلك بعض الأشخاص الذين نتمنى لو أننا لم نسألهم يوما عن رأيهم بسبب تماديهم في الصراحة وإعطاء الرأي، الذي يزيد من غموض الصورة والتشويش والتركيز على النقد السلبي دون النظر إلى إيجابية والتعلل بأن ذلك هو الصحيح والمفيد! قد يكون ذلك صحيحا، ولكن النقد السلبي من شأنه أن يحل كثيرا من العزم وتتحول المشورة إلى سلسلة إحباط ودوامة يصعب الخروج منها فعلا. المجاملة والصراحة اتجاهان، قد يختار الشخص أيهما يسلك حين يسأل، أو يضطر إلى إبداء رأيه سواء لشخص أو مظهر أو سلوك أو حتى موقف. وإبداء الرأي حول الصراحة والمجاملة يعتمد على الشخص الذي سيصدر حكمه، هل سيكون لينا في قوله أم متعسفا، ويختلف أيضًا بقرب الشخص الذي سيبدي رأيه فيه، هل هو مقرب منه مما قد يزيد صعوبة الأمر لدى بعض أو قد يجعل منه سهلًا. الصراحة والنقد البناء الذي يزيد من جمال الآخرين دون مس مشاعرهم بأي نوع من الأذى هو النور الذي يضيء لهم ما لم يستطيعوا إبصاره بأنفسهم، وعلى الآخرين تقبل النقد والصراحة في الرأي دون حمل ضغينة أو شعور بالنقص، لأن المجاملة من شأنها أن تبقي الشخص في مكان غير مناسب إذا كانت المجاملة مزيفة وكاذبة، وقد نضع من نحبهم في حرج بسبب مجاملتنا لهم.