سلمت شركة أرامكو السعودية وجمعية الرحمة الطبية الخيرية مساء أمس الأول آخر المستفيدين من «مبادرة أرامكو السعودية لتوفير الأجهزة المساعدة لذوي الاحتياجات الخاصة» في نسخة العام الماضي 2013م، حيث حضر عديد من ذوي الاحتياجات الخاصة للجمعية لتسلُّم أجهزتهم المساعدة وسط أجواء اختلطت فيها دموع الفرح والتفاؤل والشكر لمن قدم لهم هذه الأجهزة تقديراً لظروفهم في شهر الخير. وتقدمت شهد ذات الثماني سنوات بنطق كلمة «شكراً» بعد تسلُّمها السماعات الطبية بقوة «85 ديسيبل db» وقد استجابت بعد تجربتها بنطق بعض الحروف وسط فرحة من والدها الذي رافقها لتسلُّم هذا الجهاز الذي أبدى عدم قدرته على شرائه ولكن أرامكو السعودية وجمعية الرحمة ساعدتا «شهد» وفرَّحتاها قبل دخول العيد حسب قوله.. فيما حضر العم محمد نجيب وهو في العقد السادس من عمره، وقد بدأ سمعه في الضعف تدريجياً منذ 27 عاماً، ليتسلم سماعات تم تجهيزها خصيصاً لتتوافق مع الانخفاض في سمعه، وقال في كلمات مرتجلة «أكرمتنا المملكة وأحسنت إلينا وهذا غير مستغرب على حكومة خادم الحرمين الشريفين ولا كل من له علاقة بأعمال الخير». وجاء الدور على عيد سعد السبيعي الذي وفَّرت له المبادرة جهاز البخار «موسِّع الشعب الهوائية» وجهاز مولد الأكسجين، وأكد والده سعد السبيعي أن جمعية الرحمة وشركة أرامكو تقومان بعمل إنساني، ضمن واجبهما في المسؤولية الاجتماعية لأبناء المملكة عامة وأبناء المنطقة الشرقية خاصة. وأوضح رئيس مجلس إدارة جمعية الرحمة الطبية الخيرية الدكتور شاهر الشهري، أن المبادرة توفير الأجهزة لذوي الاحتياجات الخاصة وعيادة لتأهيل وتدريب الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وأسرهم عبر برنامج «البورتيج» وعيادة التقييم والاستشارات لذوي الاحتياجات الخاصة وبرنامج «إشراقة أمل»، وهو اجتماع دوري لمجموعة أمهات الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة لتوعيتهم حول التعامل مع إعاقات الأطفال وإتاحة الفرصة لتبادل التجارب والعمل على تدريب متطوعات من أمهات الأطفال المعاقين على برنامج «البورتيج». ولفت إلى أن عدد المستفيدين من المبادرة وصل إلى 512 حالة وبلغ عدد الأجهزة المصروفة حتى اليوم ضمن المبادرة 321 جهازاً مساعداً، وتم تسليم هذه الأجهزة في مقر الجمعية بالدمام، وتم إيصال الجزء الأكبر إلى أماكن إقامة المستفيدين في الهجر والمناطق البعيدة بالتنسيق مع لجان التنمية الاجتماعية وجمعيات البر في تلك المناطق. وأشار إلى أن الأجهزة الطبية المساعدة شملت: سماعات الأذن الألمانية الصنع، وأجهزة النطق، وكراسي متحركة عادية وكهربائية، وأسرَّة طبية عادية وكهربائية، ومساعدات المشي، وأجهزة داعمة للمعاق مثل جهاز البخار «موسع الشعب الهوائية»، وجهاز مولد الأكسجين، وأجهزة متابعة الأمراض المزمنة «جهاز فحص السكر- جهاز قياس الضغط»، ومستلزمات الحياة اليومية مثل المراتب الطبية الهوائية وفُرُشات الأسرَّة الطبية. وطالب الدكتور ياسر جمال الدين اختصاصي سماعات طبية، بفحص الأطفال حديثي الولادة بمسح السمع، الذي يساعد في اكتشاف المشكلة وبالتالي يمكِّنه ذلك من التخاطب بشكل طبيعي بعد زرع الجهاز. وأوصى الدكتور ياسر الحوامل بمتابعة عيادات الحمل وتجنب الأدوية التي قد تسبب ضعف السمع لدى الجنين، مشدداً على الفحص قبل الزواج من الأقارب وأن على الزوجين سرعة مراجعة الطبيب عند ارتفاع درجة حرارة الأطفال حديثي الولادة. ونصح الأهالي الذين لديهم أطفال مصابون بضعف السمع بسرعة مراجعة عيادات التخاطب ومراكز النطق لإعادة التأهيل، متمنياً أن يتعامل المجتمع مع أصحاب السماعات الطبية بشكل طبيعي أسوة بالأشخاص الذين يرتدون النظارات الطبية.