على الرغم من أن حي ضاحية الملك فهد، حي ناشئ من عدة سنوات وتنقصه كثير من الخدمات، إلا أن سكان الحي وهم يزدادون يوماً بعد يوم لم يأبهوا بتلك النواقص، لتبقى مشكلة انقطاع التيار الكهربائي في شهر رمضان وبشكل متواصل هي المشكلة الحاضرة بقوة. وتتضافر درجات الحرارة العالية في نهار رمضان مع الجوع والعطش لتفاقم من معاناة الأهالي، مندمجة مع بعض القصص المحرجة مع الضيوف.. ولا تقتصر الانقطاعات في النهار لتمتد في بعض الليالي، فتغرق بعض جوانب الحي في ظلام دامس. عدد من سكان الجهة الجنوبية من ضاحية الملك فهد في الدمام أبدوا استياءهم من تكرار ما أسموه مسلسل انقطاع التيار الكهربائي عنهم، خلال أيام شهر رمضان المبارك؛ حيث طالبوا شركة الكهرباء بأيجاد حل لمعاناتهم مع هذا الانقطاع الذي قد تصل مدته إلى عشر ساعات يومياً، الأمر الذي جعل الأهالي يقضون معظم ساعات الصيام إما في سياراتهم بحثاً عن أجواء مكيفة تقيهم حرارة البيت والأجواء الخارجية، أو الذهاب إلى منازل أقاربهم في أحياء أخرى مجاورة. «الشرق» زارت الحي والتقت بعدد من السكان، الذين أبدوا تذمرهم من هذا الوضع المتكرر؛ حيث قال أحمد الحربي: إن انقطاع تيار الكهرباء بشكل مستمر أصابنا بأرق جداً، خاصة أننا نعيش في أجواء رمضانية، والصيام يؤثر علينا، كما أن لدينا أطفالاً، وعلى ذلك نعيش في أجواء حارة قد تصل درجة الحرارة فيها إلى 50 درجة مئوية في النهار، وفي الليل نعاني من الرطوبة. وهو أمر يثقل علينا كثيراً. وبين الحربي أن تكرار انقطاع التيار الكهربائي ليس له مبرر، وقال: إن المفترض من شركة الكهرباء إيجاد حل جذري لهذه المعضلة التي لها قرابة الشهرين بحيث أصبحنا نحن سكان الحي نعاني منها. مطالباً شركة الكهرباء باتخاذ الإجراءات اللازمة، إما صيانة المولدات الكهربائية الموجودة في الحي أو وضع خط إمداد احتياطي يعمل على تقوية التيار الكهربائي، لكي تنتهي مشكلة الانقطاع المتكررة. ويروي أحمد الحسن قصة الإحراج التي وقع فيها أثناء الإفطار؛ إذ كان لديه ضيوف في ذلك الوقت. وقال: شعرت بالحرج الشديد بسبب انقطاع التيار وقت تناول الإفطار، وقد سبب لي ذلك الموقف حرجاً كبيراً، مشيراً إلى أنه بحث عن حل في الخروج هو وضيوفه بحثاً عن مطعم لإكمال الإفطار. وأضاف الحسن: إن أهالي الحي أصبحوا يترقبون انقطاع التيار الكهربائي مثل ترقبهم لصوت أذان المغرب كل يوم، فبدلاً من تناول وجبة الإفطار بكل أريحية، صاروا يخشون الانقطاع. وهو الأمر الذي وضعهم في حرج شديد خاصة عندما يكون أحد السكان لديه ضيوف، كما حدث معي. وقال الحسن: قد تعذر شركة الكهرباء جراء الضغط الذي يحصل في فصل الصيف، لكن ذلك لا يعني أن نبقى قرابة النصف شهر حتى الآن، ونحن مع مشكلات انقطاع التيار. مؤكداً أن 10 ساعات انقطاع يومياً كبيرة جداً قياساً بدرجات الحرارة، ووجود هذا الأمر في شهر رمضان يفاقم من المعاناة. أما يوسف العلي فقال: الحي يشهد كثافة وتزاحماً سكانياً في أوقات متقاربة؛ إذ إنه لا يمر يوم من دون أن نرى جيران جدد، وقال: إن هذا التزايد يفرحنا باكتمال الحي، لكن هذا يزيد من الجهد والاستهلاك الكهربائي، ما يحتم على شركة الكهرباء تقوية الخدمة، والانتباه لمثل هذه المفاجآت حتى لا يتبرم الناس من هذا الحي الجديد. من جانبه، نفى المهندس عبدالحميد النعيم رئيس القطاع الشرقي لتوزيع المشتركين في اتصال مع «الشرق» وجود انقاطاعات في التيار. وقال: لا يوجد هناك انقطاعات للتيار الكهربائي في جميع أحياء مدنية الدمام وبشكل متكرر، وإذا حدث هناك انقطاع سوف يكون بشكل محدود نتيجة للضغط الذي تتعرض له المولدات الكهربائية، مشيراً إلى أن جميع فرق الطوارئ جاهزة لاستقبال أي بلاغ من المشتركين، وإذا كان هناك انقطاع نبادر بالتحرك إلى مكان العطل وإصلاحه في فترة قياسية. أرجعت شركة الكهرباء في المنطقة الشرقية أسباب الانقطاع المتكرر في التيار الكهربائي عن مدينة الدمام والخبر ومحافظة القطيف في المنطقة الشرقية خلال هذه الأيام من شهر رمضان المبارك، إلى الأحمال الزائدة والضغط الذي تتعرض له المولدات الكهربائية في محطات التوليد الرئيسة. وأوضح المتحدث الإعلامي لشركة الكهرباء المهندس عبدالحميد النعيم في اتصال مع «الشرق»، أن الأعطال المتكررة في التيار الكهربائي التي تحدث في هذه الفترة تُعتبر أمراً وارداً في ظل ما تشهده المملكة من ارتفاع في درجات الحرارة خاصة في المنطقة الشرقية التي تلامس درجة الحرارة فيها أحياناً الخمسين درجة. وأشار إلى أن ذلك يؤدي إلى الضغط على المولدات الكهربائية في المحطة الرئيسة، وبالتالي يؤدي ذلك إلى ارتفاع حرارة المولدات ومن ثم ينجم عنه حدوث أعطال في بعض المولدات التي تغذي المولدات الموجودة داخل الأحياء بالإضافة إلى الزيادة والطلب الملحوظ على الاستهلاك. وبيَّن النعيم أن شركة الكهرباء ممثلة في أقسام الطوارئ رتبت احتياطاتها في التعامل مع هذه الظروف من خلال تأمين مولدات احتياطية قادرة على تغذية المولدات الرئيسة التي تقع داخل الأحياء. وقال: في حال حاجة فرق الطوارئ إلى وقت أطول لإصلاح العطل، فإن الشركة تؤمِّن مولدات احتياطية لتغذية الحي لحين الانتهاء من إصلاح العطل. وذكر النعيم أن هناك أعطالاً كهربائية يحتاج إصلاحها إلى ساعات طويلة، ففي مثل هذه الحالات تضطر الشركة لجلب محولات كهربائية تكون قادرة على تغذية الحي بالكهرباء لحين الانتهاء من إصلاح العطل في المولد الرئيس. ما زال مسلسل انقطاع الكهرباء في محافظة القطيف مستمراً؛ حيث شهدت عدد من أحياء جزيرة تاروت صبيحة أمس الأول، انقطاعاً للتيار بسبب عطل فني، الأمر الذي تسبب في معاناة للأهالي في ظل الأجواء الحارة. وشكا المواطن مرتضى المحاسنة ل «الشرق»، من انقطاع التيار عن منزله ابتداء من الساعة السادسة صباحاً، الأمر الذي اضطره لمغادرة المنزل والتوجه لمنزل أحد أقربائه، وذلك بعدما تم إخباره من قسم الأعطال في شركة الكهرباء بأن التيار قد يستمر انقطاعه على مدى ست ساعات. وأوضح المحاسنة أنه استفسر من قسم الأعطال حول إمكانية إحضار مولد مؤقت لمواجهة الانقطاع، إلا أن موظفي الأعطال أخبروه بأن توجيهاً لم يصدر بذلك، وهو ما دفعه لمغادرة منزله هرباً من حرارة الجو في نهار شهر رمضان.