يسعى كتاب «الغصن الذهبي» للمؤلف جيمس جورج فريزر، إلى معالجة عدد من المفاهيم الراسخة في ثقافات كثير من الشعوب البدائية، ويقارن فيما بينها، خاصة تلك المتعلقة بالسحر والشعوذة، فهو يبحث في مفهوم السحر عند تلك الشعوب وعلاقته بكثير من المعتقدات الخرافية التي تؤمن بها. ويبين الكتاب دور الساحر في المجتمعات البدائية وادعائه القدرة على السيطرة على قوى الطبيعة مثل المطر والشمس والمحاصيل الزراعية. ويوضح أن الناس الذين يقفون عاجزين أمام قوى الطبيعة يبحثون عن قوة أخرى تستطيع التحكم بها، لذلك يضعون ثقتهم في الساحر الذي يدعي امتلاك مثل هذه القوة. ويشير فريزر في كتابه إلى أنه في بعض المجتمعات ربما يرتقي الساحر السلم الاجتماعي في قبيلته حتى يصبح الملك، وبذلك تجتمع لديه السلطة الدينية والسلطة الاجتماعية في آن معا. ويتحدث الكاتب أيضا عن مفهوم نقل الآثام والشرور من شخص إلى آخر، مبينا أن هذه العادة موجودة عند كثير من الشعوب البدائية التي قد تختار شخصا بعينه ليكون قربانا يقبل أن يحمل أوزار القبيلة فيقتلونه أو ينفونه ظنا منهم أنه يخلصهم منها. وفي الكتاب أيضا وصف لأعياد النار التي يحتفل بها كثيرون في كافة أنحاء العالم وبالأخص في أوروبا. ويقول الكاتب إن هذه الأعياد تقليد لحركة الشمس الظاهرية في السماء، كما يبين المعتقدات التي تصحب إشعال النيران في تلك الاحتفالات لاسيما التي تتعلق بالزواج والذرية ووفرة المحاصيل ويقول إن لهذه العادة القديمة علاقة بعادة إحراق الساحرات التي كانت شائعة في قديم الزمان. ويقول الكاتب إن لدى بعض الشعوب البدائية اعتقادا أن الروح قد تخرج من الجسد إلى أماكن أخرى ثم تعود إليه ثانية. يذكر أن ترجمة الكتاب العربية صدرت عن مؤسسة «كلمة» للترجمة التابعة لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، والوكيل الحصري لها في مصر وليبيا مجموعة النيل العربية للنشر والتوزيع.