منذ خمس سنوات وهو يعاني حموضة الدم والنقص في السكر. هذه المعاناة جرّت بدورها تضخماً في الكبد، ونزيفاً دموياً شديداً من الأنف والعينين والمخرج البولي. هذا هو واقع الطفل السوداني عبدالله فيصل دهيس الذي بلغ الخامسة، وهو يحمل هذا الوجع المستمر. ويقول والده فيصل ل «الشرق» إن الصغير حظي بعطف من لدن ولي العهد الأسبق الأمير سلطان بن عبدالعزيز – رحمه الله – الذي وجه بعلاجه في مدينة الملك فهد الطبية عام 1430ه بعد تفاقم المرض. وأضاف أن المستشفى بدأ بصرف العلاج للطفل حتى وفاة الأمير سلطان بن عبدالعزيز، لتبدأ معاناة أخرى حين طلب المستشفى تجديد أمر العلاج. وهذا ما حدث حين جدّد الأمير خالد بن سلطان التوجيه. لكنّ الطفل لم يتحسن كثيراً؛ إذ قرر الأطباء عام 1434ه ضرورة إجرائه عملية زراعة جزء من الكبد من والدته بعد تطور المرض وتفاقمه، وهذه العملية تكلف أكثر من 400 ألف ريال خارج المملكة. ووالده لا يستطيع توفير هذا المبلغ. يقول: «قدمت معاملة للديوان الملكي بخصوص عملية زراعة الكبد، واستمر المستشفى في صرف العلاج حتى شهر جمادى الأولى من العام الجاري، وطالبوني بتجديد أمر العلاج مرة أخرى». وأضاف والد الطفل «قمت بتقديم معاملتين للديوان الملكي لزراعة الكبد وتجديد أمر العلاج، كما كنت على متابعة مستمرة برقمي المعاملتين وخرجت معاملة عملية زراعة الكبد من الديوان الملكي لوزارة الصحة وحولت لإدارة المستشفيات في الوزارة التي حولتها بدورها إلى الشؤون الصحية في الرياض لتحول إلى الهيئة الطبية العليا، وهناك استوقفت دون أية أسباب مقنعة واكتفوا بالقول لي إنها حُفِظت». وزاد والد الطفل «استغربت من قرارهم ذلك؛ فإيقاف معاملة زراعة الكبد لابني من الهيئة الطبية العليا، أوقف المعاملة الأخرى لتجديد أمر العلاج والمتابعة التي استوقفت في المديرية العامة للشؤون الصحية؛ حيث إنهم قالوا لي: إنه تم إيقاف المعاملة؛ لأن لديك معاملة أخرى لزراعة الكبد، وابني الآن في أمَسّ الحاجة للعلاج وعملية زراعة الكبد، فعندما ينزف بشدة أذهب به إلى مدينة الملك فهد الطبية يرفضون صرف العلاج له بسبب عدم تجديد أمر علاجه، وهم بذلك يقتلونه؛ فهو في حالة حرجة وقريب من الموت بسبب رفضهم لعلاجه، وإيقاف الهيئة الطبية لأمر زراعة الكبد له». وناشد والد الطفل المسؤولين في الصحة وأهل الخير بالوقوف معه في محنته، وإنقاذ حياة ابنه حتى يتمكن من إجراء عملية زراعة الكبد من كبد والدته. من جانبه أوضح استشاري أمراض الوراثة الإكلينيكية وطب الأطفال الدكتور علي الأسمري، وهو الطبيب المشرف المباشر على المريض في مدينة الملك فهد الطبية، أن الطفل عبدالله يعاني من نوبات مستمرة بسبب حموضة في الدم ونقص في السكر، التي أدت إلى تضخم في الكبد لديه، وأوقف العلاج عنه في المستشفى بسبب حاجته إلى تجديد أمر العلاج، وهذا نظام ليس من عند المستشفى بل يطبق في جميع المستشفيات الحكومية بناءً على نظام وزارة الصحة، وبإمكانه أخذ العلاج في المستشفيات الخاصة (المحاليل والمهدئات)، ولكنه بحاجة إلى عملية زراعة كبد له عاجلاً.