الهوية الجديدة التي أعلنتها هيئة الإذاعة والتليفزيون لمجموعة قنواتها، هي الأكثر حيوية وإقناعاً في تاريخ التعديلات التي مست الصناعة الإعلامية المحلية. رئيس الهيئة عبد الرحمن الهزاع اختصر علينا المسميات وأعلنها: القناة الأولى سيكون اسمها «السعودية»، بكل بساطة اسمها «السعودية». انتشيت كثيراً من اسم القناة إلى درجة تخيلت أني أنادي ابنتي وأقول لها «اقلبي على قناة السعودية» كي أجرب مفعولها اللذيذ. من الأخبار الجيدة أيضاً، عودة برنامج «سباق المشاهدين» مع الإعلامي الرائع حامد الغامدي، وهو البرنامج الذي علّم البرامج الأخرى ماذا تعني مسابقات، الذي كان الأكثر شهرة، في ساعة اتفق عليها السعوديون ليتسابقوا كمشاهدين. أما الخبر الذي صعقني وأسعدني إلى درجة مفرطة، وهو إعادة عرض برامج وأرشيف التليفزيون السعودي القديمة. خطة إعادة تدوير التراث التليفزيوني وبثه من جديد ليس عبارة عن «ساعات برامجية» لا تعلم إدارة التليفزيون كيف تقوم بتعبئتها، إنما هي إستراتيجية رائعة جداً في إعادة بث بدايات الحياة التليفزيونية التي اعتدنا عليها، التي كانت في تلك الفترة أكثر نقاء، ومرتبطة بتكويننا الشخصي، وبعاطفتنا، وهويتنا وأسمائنا. هل تتذكرون «أوراق ملونة» و «أبو مسامح». أنا متفائل جداً في نظرة هيئة الإذاعة والتليفزيون لباقة قنواتها، وكيفية إشباع حاجات المشاهدين. أؤمن تماماً بأننا في مرحلة تغيير حقيقية.