في وقت ذروة المشاهدة الرمضانية وتحديداً في الدقيقة 13 أمتع الألماني ماتس هوميلز المشاهدين بهدف بمرمى المنتخب الفرنسي، أنا هنا لا أتحدث عن تحليل رياضي وإنما واقع المشاهدين وبنسبة كبيرة في السعودية خصوصاً، في مصر يتحدثون كثيراً عن التنافس الفضائي بعد الإفطار وهنا لنا سنين والجميع يسابق ويجاهد لكي يكون موعد العرض بالفترة الذهبية. هدف ماتس هوميلز كان الاجمل في الفترة الذهبية في ظل الكم الكبير من الاعمال الرمضانية التي استمرت في استفزاز المشاهد وليس إمتاعه، شخصياً ومن وجهة نظري إن أسوأ اعمال قدمت على وجه التحديد في الفترة الذهبية سواء عبر قناة السعودية او ال MBC او روتانا خليجية هي الاعمال التي قدمت هذا العام، وهنا أخذت ثلاث قنوات كمثال لتركيزها على السوق السعودي خلال فترة الافطار او الذروة كما يطلق عليها. التساؤل الذي يدور في مخيلتي هو هل يوجد مسؤول يجيز ما يتم عرضه ذوقياً؟ أم أن الأمر يتم بصفة عشوائية ويعرض كما هو وحسب الثقة العمياء بمنتجي هذه الأعمال وأغلبهم كما نعرف أبطال ومؤلفي وكاتبي السيناريو لها، فالتكرار والإسفاف والسماجة والعقلية المتأخرة هي أبرز سمات ما شاهدته، أنا غير سعيد أن أصف ما شاهدته بهذه الاوصاف المؤدبة نوعاً ما أمام الاستخفاف الذي بلينا فيه. ملايين الريالات تصرف على تهريج وفقر إنتاجي وجهل درامي بكل ما تعنيه الكلمة، ألفاظ شوارعية وحركات تمثيلية تنافس المهرجين ومضمون درامي سخيف جداً، فأصبحنا أمام إفلاس درامي ونجوم من ورق، تصوروا أنهم مصلحون للمجتمع أكثر من كونهم ممثلين، في تكرار ممل لهذا الثوب الفضفاض الذي لبسه البعض وحاول أن يجبرنا عليه بصورة مكررة للأسف!!. حتى البرامج تكرار ممل، ضيوف مكررين، هذا على المستوى المحلي، ولكن النعمة الكبيرة لشريحة كبيرة من المشاهدين أنهم انشغلوا بمتعة متابعة مباريات واحداث كأس العالم، لأن المحتوى الذي شاهدناه فضائياً من اعمالنا الدرامية او البرامجية المحلية ضعيف جداً بكل ما تعنيه هذه الكلمة، فبكل صراحة الفترة الذهبية للمشاهد في السعودية انتهت بنهاية "طاش ما طاش"، فمع احترامي لما يقدمه البعض حالياً من أعمال درامية اعتبرها أعمال تهريج، لذلك أتمنى أن تتحول الفترة الذهبية إلى مضمون مختلف، ليس محدداً بعمل كوميدي تهريجي سعودي، كونوا أكثر جرأة يا مسؤولو فضائياتنا الموجهة للسعوديين وارحمونا من التهريج تحت ستار الكوميديا.