لمعت أسماء كبيرة في مونديال البرازيل 2014 لكرة القدم كما كان متوقعاً على الصعيد الهجومي، غير أن النجومية لم تقتصر على الهدافين أمثال ليونيل ميسي ونيمار وروبن فان بيرسي وسواهم ممن تصدرت أسماؤهم عناوين الصحف، إذ شهدت أرض السامبا سطوع نجم حراس المرمى أمثال تيم هاورد وجييرمو أوتشوا وجوليو سيزار ومانويل نوير. هم حراس فرضوا احترامهم في مونديال البرازيل، وكانوا دائماً في مرمى النيران في عملية الدفاع حتى الاستبسال عن مرماهم. خرج اثنان مع منتخبيهما من المنافسة، هما الأمريكي تيم هاورد والمكسيكي جييرمو أوتشوا، ويكمل اثنان مع منتخبين مرشحين للقب عالمي جديد: البرازيلي جوليو سيزار والألماني مانويل نوير. لم تكد مباراة منتخبي بلجيكا والولايات المتحدة في الدور الثاني تنتهي بفوز الأول 2-1 في الوقت الإضافي، حتى غرَّد قائد المنتخب البلجيكي فنسان كومباني على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» تحت عنوان الاحترام: «كلمتان فقط: تيم هاورد». وكان هداف إيفرتون الإنجليزي روميلو لوكاكو الذي سجل هدف الفوز لبلجيكا تقدم في اتجاه الحارس الأمريكي وهو زميله في إيفرتون، يرافقه لاعب نابولي الإيطالي دريس ميرتنز، وقاما باحتضان هاورد في نهاية مبارة الدقائق ال 120. وكان هاورد (35 عاماً) أنقذ مرماه 16 مرة وفي بعض الأحيان من أهداف محققة، مغيراً مسار تسديدتين إلى فوق القائم، وهو رقم لم يسجله أي حارس مرمى في كأس العالم منذ مونديال 1966. خاض الحارس الألماني مانويل نوير مباراة منتخب بلاده مع الجزائر الإثنين الماضي في مركزين: حراسة المرمى ومركز الليبرو! وقد لقي هذا الأداء المميز لنوير سيلاً من الإشادات بعدما خرج من منطقته مرات عدة لإبعاد الكرة وإفشال الهجمات المرتدة الجزائرية. هذا ما تؤكده كلمات مدرب المنتخب يواكيم لوف: «أدى دور قلب الدفاع وأنقذنا مرات عدة من أوضاع خطرة». وسيكون نوير إحدى ركائز المنتخب الألماني في المباراة المرتقبة في ربع النهائي مع فرنسا التي يأمل فريق «الديوك» في أن تشكل فرصة للثأر من خسارتين مريرتين أمام ألمانيا في مونديالي 1982 و1986. حرم المكسيكي جييرمو أوتشوا البرازيل وعشرات الآلاف من مشجعيها فرحة الاحتفال ولو بتسجيل هدف واحد خلال مباراتها مع المكسيك في الدور الأول التي انتهت بالتعادل السلبي. وكان أوتشوا دون نادٍ بعد هبوط فريقه الفرنسي أجاكسيو إلى مصاف الدرجة الثانية وانتهاء مدة عقده الشهر الماضي. وقد تمت مقارنة تصدِّيه لرأسية نيمار القوية بالتصدي التاريخي من الحارس الإنجليزي غوردون بانكس لتسديدة الأسطورة بيليه في مونديال 1970. مقارنة أفرحت قلب المكسيكي، الذي أمل في الوقت عينه في ألا يكون مضطراً مرة أخرى لاستنفاد كل طاقاته كما حصل في مباراة البرازيل. وحرك أداء أوتشوا في مونديال البرازيل اهتمام نوادٍ إنكليزية كبرى مثل ليفربول، بحسب ما أفادت بعض التقارير الإعلامية، بعدما كان هذا الأخير الشخص الذي حرم بطل العالم خمس مرات من حسم تأهله إلى الدور الثاني باكراً على أرضه. يأمل البرازيلي جوليو سيزار في أن يكون إنقاذه للفريق بعد تصديه لضربتي ترجيح في الدور الثاني أمام تشيلي وتأهل البرازيل بفضله بالتالي إلى ربع النهائي، سبباً لتخليد اسمه بين عمالقة منتخب السامبا. وكان سيزار (34 عاماً) واجه غضباً شعبياً عارماً بعد إلقاء اللوم عليه في خسارة البرازيل أمام هولندا (1-2) في ربع نهائي مونديال 2010، وخروجها بالتالي من منافسات كأس العالم. وبعد مباراة الدور الثاني أمام تشيلي، عنونت صحيفة «فولها دي ساو باولو»: «جوليو سيزار والقائم ينقذان البرازيل من الإذلال على أرضها». وهكذا تحول جوليو سيزار من الفاشل في عناوين الصحف البرازيلية قبل أربعة أعوام إلى المنقذ اليوم؟.