استولى متشددون مسلحون أمس الخميس على بلدة تقع على بعد ساعة من العاصمة العراقية بها 4 حقول غاز في مكسب آخر للمسلحين الذين استولوا سريعاً على مناطق واسعة إلى الشمال والغرب من بغداد. وذكرت قوات أمنية أن الهجمة التي وقعت خلال ليل الأربعاء – الخميس شملت بلدة منصورية الجبل حيث توجد حقول غاز تعمل فيها شركات أجنبية. في الوقت نفسه، أعلنت الرئاسة العراقية أن البرلمان دُعِيَ للانعقاد في الأول من يوليو المقبل، وهي الخطوة الأولى لتشكيل حكومة جديدة يأمل المجتمع الدولي أن تضم كل الأطياف بما يسمح باحتواء أنشطة المتشددين المسلحين. ويهدد القتال بتقسيم البلاد بعد عامين ونصف العام على انتهاء الاحتلال الأمريكي. وتلقي الجماعات المسلحة، وعلى رأسها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» وجماعات أخرى، اللوم على رئيس الوزراء، نوري المالكي، في تهميش السنة خلال 8 أعوام قضاها في السلطة، ويكافح المالكي حالياً للحفاظ على منصبه. وبعد 3 أشهر من الانتخابات دعت شخصيات عراقية ودولية للبدء في عملية تشكيل الحكومة الجديدة من بينهم المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني. وذكر التليفزيون الرسمي أن الرئاسة العراقية أصدرت أمس مرسوماً لانعقاد البرلمان في الأول من يوليو. وسيكون أمام البرلمان 30 يوماً لاختيار رئيس و15 يوماً بعد ذلك لاختيار رئيس الوزراء رغم أن هذه العملية سبق وأُرجِئت لمدة وصلت إلى 9 أشهر قبل تشكيل الحكومة في 2010. ورفض المالكي دعوة أحزاب سنية بالأساس وشخصيات دينية بعضها مرتبط بجماعات تحاربه لتشكيل «حكومة إنقاذ وطني» قد تختار شخصيات لقيادة البلاد وبالتالي تتجاوز الانتخابات. ودعا رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر أحد خصوم المالكي، مساء أمس الأول، جميع العراقيين إلى نبذ أنشطة المسلحين والالتفاف حول الجيش، لكنه قال إن هناك ضرورة لتشكيل حكومة جديدة تضم جميع الأطياف السياسية تبتعد عن الخطاب الطائفي. وتوعد الصدر، زعيم جيش المهدي الذي حارب القوات الأمريكية في بغداد، بأن يهز الأرض تحت أقدام الجهل والتطرف مثلما فعل مع الاحتلال. وسقطت الموصل أكبر مدينة في شمال العراق في أيدي المسلحين المتشددين يوم 10 يونيو الجاري وسيطروا على تكريت بعدها بيومين، ودخلت القوات الكردية إلى كركوك يوم 11 يونيو وتسيطر الآن على المدينة النفطية. وضربت غارات جوية للجيش العراقي الموصل خلال ليل الأربعاء- الخميس مما أدى إلى مقتل شخص وإصابة 6. ويريد المسلحون المتشددون أن يقيموا خلافة من البحر المتوسط وحتى إيران، وهم يسيطرون الآن على موقع حدودي مع سوريا واستولوا على أسلحة أمريكية الصنع كانت بحوزة القوات العراقية. وحصد ائتلاف دولة القانون الذي يقوده المالكي غالبية مقاعد البرلمان في انتخابات أبريل، لكنه يحتاج إلى دعم تكتلات شيعية أخرى وسنية وكردية لتشكيل حكومة. وتقول الأممالمتحدة إن أكثر من ألف شخص معظمهم مدنيون قُتِلُوا خلال تقدم المتشددين في العراق. وتشمل الأرقام جنوداً عراقيين غير مسلحين قتلهم متشددون بالأسلحة الآلية ودفنوهم في مقابر جماعية، بالإضافة إلى بعض التقارير عن سجناء قُتِلُوا في زنازينهم بأيدى القوات الحكومية المنسحبة. وإلى جانب إراقة الدماء، نزح قرابة مليون شخص في العراق هذا العام. واستبعد الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، إرسال قوات برية للعراق الذي انسحبت منه القوات الأمريكية في 2011، وعرض إرسال قرابة 300 مستشار عسكري وصل منهم حتى الآن 130 مستشاراً.