على عكس معظم التوقعات التي سبقت البطولة، فرضت منتخبات اتحاد كونكاكاف «أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي» نفسها بقوة على بطولة كأس العالم 2014 في البرازيل، وأصبحت مرشحة بقوة للمنافسة على الوصول للأدوار النهائية على حساب منتخبات عريقة. وجاء الفوز الثمين للمنتخب الكوستاريكي على نظيره الإيطالي (1-0) ليؤكد أن فوز كوستاريكا على أوروجواي في الجولة الأولى من مباريات المجموعة الرابعة لم يكن مصادفة، وأن الفريق استحق أن يكون أول المتأهِّلين من هذه المجموعة. ويقود المنتخب الكوستاريكي طفرة منتخبات الكونكاكاف في المونديال الحالي، حيث حجز الفريق مكانه في الدور الثاني بغض النظر عن نتيجة مباراته الثالثة أمام المنتخب الإنجليزي الذي ودَّع البطولة رسمياً بعد الفوز الكوستاريكي على الآزوري. كما كان فوز المنتخب المكسيكي على نظيره الكاميروني (1-0) وتعادله سلبياً مع المنتخب البرازيلي صاحب الأرض، وفوز المنتخب الأمريكي على نظيره الغاني (2-1) مؤشراً على أن البطولة الحالية ستشهد تقدماً واضحاً لمنتخبات الكونكاكاف التي أعلنت بقوة قدرتها على المنافسة. وبعيداً عن منتخب هندوراس، الذي خسر مباراته الأولى (0-3) أمام المنتخب الفرنسي ثم المباراة الثانية (1-2) أمام الإكوادور، كان النجاح والتألق هو شعار منتخبات الكونكاكاف الثلاثة الأخرى «كوستاريكاوأمريكاوالمكسيك» في المونديال الحالي. وقال الألماني يورجن كلينسمان المدير الفني للمنتخب الأمريكي، الذي ثأر فريقه لهزيمته أمام غانا في دور الستة عشر لمونديال 2010 بجنوب إفريقيا، «بغض النظر عما حدث، هذه الفرق جاهزة». وبينما بثَّ انتصارا المنتخب الكوستاريكي على أوروجواي وإيطاليا روحاً جديدة في الفريق حيث أصبح الهدف هو التنافس على بلوغ الأدوار النهائية، بث الفوز على غانا الحماس والثقة في المنتخب الأمريكي حيث يسعى الفريق إلى بلوغ دور الثمانية على الأقل مثلما نجح من قبل في مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان قبل أن يسقط أمام المنتخب الألماني. ومنذ العودة لتطبيق نظام المجموعات في بطولات كأس العالم من خلال مونديال 1950، بلغ المنتخب المكسيكي دور الثمانية للبطولة مرتين فقط وذلك في نسختي 1970 و1986 اللتين استضافتهما بلاده. ويقارن هذا الإنجاز بالنسبة للكرة المكسيكية بفوز المنتخب البرازيلي بلقب كأس العالم خمس مرات، وفوز كل من منتخبي أوروجواي والأرجنتين باللقب مرتين. ولكن نتائج منتخبات الكونكاكاف في المونديال الحالي تبدو رائعة إذا ما قورنت بمنتخبات الاتحادات القارية الأخرى. ولم يحقق أي من المنتخبات الأربعة الممثلة للقارة الآسيوية أي نصر حتى الآن في المونديال الحالي، بينما كان المنتخب الإيفواري هو الوحيد من المنتخبات الإفريقية الخمسة الذي حقق الفوز حيث تغلب على نظيره الياباني في المباراة الأولى، ولكنه سقط في مواجهة كولومبيا بالمباراة الثانية. وإذا عبر منتخبا المكسيكوأمريكا أيضاً إلى الدور الثاني في المونديال البرازيلي، ستكون المرة الأولى في تاريخ بطولات كأس العالم التي يصل فيها ثلاثة من منتخبات الكونكاكاف إلى دور ال 16.