يأمل المنتخب الكولومبي لكرة القدم في الحفاظ على سجل انتصاراته أمام نظيره الكوستاريكي في بطولات كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) عندما يلتقي الفريقان اليوم السبت على استاد “23 أغسطس” بمدينة سان سالفادور دي خوخوي في الجولة الأولى من مباريات المجموعة الأولى في الدور الأول لبطولة كوبا أمريكا الثالثة والأربعين والتي تنطلق فعالياتها اليوم بالأرجنتين. ورغم تأكيدات المنتخب الكولومبي على أن الهدف الرئيسي من مشاركته في كوبا أمريكا هذا العام سيكون الاستعداد الجاد واكتساب الخبرة اللازمة قبل بدء مسيرته في تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة لبطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل ، تحظى ضربة البداية بأهمية بالغة لدى الفريق حيث يرى أنها الفرصة المناسبة لتحقيق فوز قد يقترب به كثيرا من الدور الثاني (دور الثمانية) في البطولة الحالية وهو ما سيوفر له فرصة أفضل للاستعداد. وقال المدرب هيرنان داريو جوميز المدير الفني للمنتخب الكولومبي “تحسن مستوى فريقي في الفترة الماضية ونعتقد أننا نستطيع تقديم بطولة تتفق مع التوقعات المنتظرة منا.. ستكون كوبا أمريكا هذه المرة نقطة انطلاق جديدة بالنسبة لنا. نسعى بالتأكيد لبلوغ الأدوار النهائية ولكن بعض الفرق الأخرى لديها أفضلية”. وأشار جوميز إلى أن البطولة تشهد مشاركة خمسة منتخبات من أمريكا الجنوبية شاركت في بطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا وهي منتخبات البرازيل والأرجنتين وتشيلي وباراجواي وأوروجواي كما شارك المنتخب المكسيكي في مونديال 2010 ولكنه سيشارك في كوبا أمريكا 2011 بفريق تقل أعمار لاعبيه عن 22 عاما. وأشاد جوميز بمستوى المنتخب الكوستاريكي الذي سيلتقيه في بداية مسيرته بالبطولة كما أشاد بمديره الفني الأرجنتيني ريكاردو لا فولبي. وأكد جوميز أن المنتخب الكوستاريكي هو الأفضل في منطقة أمريكا الوسطى. وغاب المنتخب الكولومبي عن آخر ثلاث بطولات لكأس العالم وظهر بمستو متواضع للغاية في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا ولذلك يسعى للاستعداد الجاد قبل تصفيات مونديال 2014 . ولم يقلص جوميز من قيمة البطولة القارية التي سبق للفريق وأن أحرز لقبها عندما استضافت بلاده البطولة في عام 2001 ولكنه كرر مرارا أن هدف فريقه الأساسي من البطولة لن يكون المنافسة على اللقب بقدر حرصه على استغلال البطولة كفرصة لإعداد واختيار الفريق المثالي الذي يمكنه المنافسة بقوة في تصفيات المونديال القادم. وشارك المنتخب الكولومبي في ثلاث بطولات متتالية لكأس العالم في أعوام 1990 بإيطاليا و1994 بالولايات المتحدة و1998 بفرنسا حيث شهدت فترة التسعينيات من القرن الماضي الجيل الذهبي للفريق في ظل وجود النجوم البارزين السابقين رينيه هيجيتا حارس المرمى الشهير وكارلوس فالديراما وفريدي رينكون وأدولفو فالنسيا وفاوستينو أسبريلا وآخرين. ولكن مستوى الفريق تراجع بشدة مع اعتزال نجوم هذا الجيل الذهبي ليفشل المنتخب الكولومبي في بلوغ بطولات كأس العالم الثلاث التالية. ولذلك يتعطش أنصار المنتخب الكولومبي إلى رؤيته في المونديال مجددا. وقال جوميز “كوبا أمريكا بطولة رائعة للغاية ولكنني أفكر في كأس العالم. سنقدم كل ما بوسعنا في البطولة من أجل الفوز بجميع مبارياتنا في كوبا أمريكا ولكنني أؤكد مجددا على أن كأس العالم يأتي على قمة أولوياتنا”. ويعتمد جوميز في محاولاته لبناء فريق قادر على الوصول لكأس العالم على مجموعة متميزة من اللاعبين بقيادة فالكاو جارسيا أبرز نجوم الجيل الحالي لكرة القدم الكولومبية ونجم بورتو البرتغالي. ويمتلك المنتخب الكولومبي (راقصو الرومبا) حارسا متميزا هو ديفيد أوسبينا /22 عاما/ حارس المرمى الأساسي لفريق نيس الفرنسي والذي يعتبره كثيرون الخليفة الحقيقي لهيجيتا. ويعتمد جوميز بشكل أساسي في خط الدفاع على كل من ماريو ييبس (ميلان الإيطالي) وأمارانتو بيريا (أتلتيكو مدريد الأسباني) وكريستيان زاباتا (أودينيزي الإيطالي) مع وجود بابلو أرميرو (أودينيزي الإيطالي) أيضا. ويسعى المنتخب الكولومبي بقيادة جوميز إلى تحقيق الفوز على كوستاريكا غدا ليكون ذلك دعما قويا لمعنويات الفريق وفرصه في التأهل قبل مواجهتيه التاليتين في المجموعة أمام منتخبي الأرجنتين وبوليفيا خاصة وأن المنتخب الكوستاريكي يشارك بفريق يعتمد على لاعبين لا تزيد أعمارهم على 22 سنة ومطعما بخمسة فقط من اللاعبين الكبار. ويشارك المنتخب الكوستاريكي في هذه البطولة ببطاقة دعوة للمرة الرابعة حيث ينتمي لاتحاد قاري آخر هو كونكاكاف (أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي). كما تأكدت مشاركة المنتخب الكوستاريكي بالبطولة في اللحظات الأخيرة بعد انسحاب المنتخب الياباني واعتذار نظيره الأسباني بطل العالم عن عدم المشاركة. وطالب اتحاد كونكاكاف كلا من كوستاريكيا والمكسيك المشاركة في كوبا أمريكا بالمنتخب الأولمبي مطعما بخمسة لاعبين على الأكثر تجاوزوا هذا السن مع المشاركة بالمنتخب الأساسي في بطولة الكأس الذهبية التي اختتمت مؤخرا بالولايات المتحدة لضمان مشاركة قوية في الكأس الذهبية نظرا لأنها المسابقة الرئيسية لاتحاد كونكاكاف الذي تنتمي إليه المكسيك وكوستاريكا. ولذلك يفتقد المنتخب الكوستاريكي في كوبا أمريكا أبرز لاعبيه مثل برايان رويز مهاجم تفنتي أنشخيده الهولندي. وسبق للمنتخب الكوستاريكي أن شارك في ثلاث بطولات سابقة لكوبا أمريكا في أعوام 1997 ببوليفيا و2001 بكولومبيا و2004 في بيرو ولكنه لم يحقق في أي منها نتائج جيدة. وعلى مدار مشاركاته الثلاث السابقة في البطولة ، خاض المنتخب الكوستاريكي 11 مباراة وحقق الفوز في ثلاث فقط وتعادل في اثنتين بينما خسر ست مباريات. وكانت أفضل نتائج الفريق في بطولة عام 2001 بكولومبيا عندما تصدر مجموعته في الدور الأول ولكنه خرج من دور الثمانية بالهزيمة أمام أوروجواي. وفي البطولة التالية عام 2004 ، تأهل الفريق للدور الثاني أيضا ولكن بصفته أحد أفضل فريقين احتلا المركز الثالث في المجموعات الثلاث بالدور الأول قبل أن يودع البطولة بالهزيمة أمام كولومبيا. وتبدو فرصة الفريق أكثر صعوبة في بطولة 2011 التي يشارك فيها بفريقه الأولمبي كما يخوض دورها الأول ضمن مجموعة صعبة. ولكن البطولة ستكون تحديا جيدا للاعبيه الشبان الذين يمكنهم تفجير مفاجأة كبيرة. وسبق للمنتخبين الكولومبي والكوستاريكي أن التقيا مرتين في بطولتي كوبا أمريكا 1997 و2004 وفاز المنتخب الكولومبي في المرتين بنتيجتي 4/1 و2/صفر على الترتيب.