أعلن المدير العام للأمن العام اللبناني، اللواء عباس إبراهيم، أن التفجير الانتحاري الذي وقع أمس الجمعة عند حاجز أمني على الطريق الدولي بين بيروت ودمشق شرق البلاد، حصل قبل وقت قصير من عبور موكبه على الحاجز المذكور، مشيراً إلى وجود رابط بين التفجير والتطورات في العراق. وتسبب التفجير الذي وقع في (ضهر البيدر) في منطقة البقاع، وهو الأول في لبنان منذ مارس الماضي، في مقتل شخصين أحدهما الانتحاري، وإصابة 32 آخرين بجروح، بحسب وزارة الصحة. وقال إبراهيم في اتصال مع قناة «المؤسسة اللبنانية للإرسال» التليفزيونية «كنت ذاهباً في اتجاه البقاع (المحافظة اللبنانية الحدودية مع سوريا)، وحصل التفجير أمامي على مسافة 200 متر»، مؤكداً أن موكبه عاد أدراجه ولم يُصَب أحد منه بأذى. ورفض أن يجزم بما إذا كان التفجير يستهدفه مباشرة، مشيراً إلى أنه يتلقى تهديدات «بشكل دائم»، وأن بعضها كان «مقلقاً» خلال الفترة الأخيرة. وتابع «هذه حرب بيننا وبين الإرهاب لم تتوقف، وكلنا معرَّضون.. لن نسمح لهم (الإرهابيين) بأن ينتصروا». وكانت صحيفة «النهار» اللبنانية نشرت أمس خبراً منقولاً عن وسائل إعلام إسرائيلية يفيد بحسب وثيقة مسرَّبة لجهاز «الموساد» بأن «جماعات مسلحة تأتمر بكتائب عبدالله عزام (المرتبطة بتنظيم القاعدة) تخطط لعمل إرهابي كبير في لبنان يستهدف شخصية أمنية رفيعة، يرجح أن تكون المدير العام للأمن العام». ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمني تأكيده ورود مثل هذه المعلومات إلى الأجهزة الأمنية اللبنانية، مشيراً إلى اتخاذ تدابير لمواجهتها. وتزامن تفجير (ضهر البيدر) مع تنفيذ قوى الأمن الداخلي والأمن العام عمليات مداهمة في فندقين بمنطقة الحمرا غرب بيروت، تم خلالها اعتقال 15 شخصاً على الأقل. وأكد اللواء عباس إبراهيم وجود «ترابط» بين العملين، رافضاً تحديد طبيعته. كما ربط بين التطورات العراقية التي سيطر خلالها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» على مناطق واسعة في شمال العراق، وتجدد التفجيرات في لبنان. وقال للقناة التليفزيونية «ما يحصل في العراق تأثيره كارثي على لبنان، نحن نحضِّر أنفسنا لهذه المرحلة»، مضيفاً «نحن لا نعيش في جزيرة معزولة، ما يجري في أي بلد في المنطقة ينعكس على كل المنطقة». لكنه أكد أن لبنان «على جهوزية تامة» لمواجهة أي تداعيات، مضيفاً «لن نكون عراقاً آخر». وإبراهيم من أبرز قادة الأجهزة الأمنية، وهو مقرب من حزب الله اللبناني. وأدى في الأشهر الماضية أدواراً عدة لا سيما في عمليات تبادل معتقلين بين النظام السوري ومقاتلي المعارضة. وشهد لبنان سلسلة تفجيرات منذ اندلاع النزاع في سوريا المجاورة قبل 3 أعوام، استهدفت معظمها مناطق نفوذ لحزب الله. وتبنَّت غالبية الهجمات مجموعات متطرفة، قائلةً إنها رد على مشاركة الحزب في المعارك داخل سوريا إلى جانب قوات النظام.