أفادت مصادر في البقاع اللبناني، أن انتحارياً فجر آلية كان يقودها عند حاجز لقوى الأمن الداخلي اللبناني في منطقة ضهر البيدر في البقاع. ومن المعلومات الأولية المتوافرة أن الآلية التي انفجرت، وهي عبارة عن "بيك آب" محمل بالخضار، اشتبه بها في منطقة صوفر (التي تقع جغرافياً قبل نقطة ضهر البيدر للمتوجه من بيروت باتجاه البقاع) وعندما وصلت إلى الحاجز، قام السائق بتفجيرها بعد أن طلب منه أحد عناصر الحاجز التوقف للتفتيش. وأدى التفجير إلى مقتل شخص من قوات الأمن، وإصابة 32 شخصاً بحسب الحصيلة الأولية للصليب الأحمر اللبناني، واحتراق أكثر من 4 سيارات بالكامل. وتعقيباً على التفجير، أعلن اللواء عباس إبراهيم مدير عام الأمن العام اللبناني، في تصريح تلفزيوني، أن الانفجار كان يستهدف موكبه التمويهي وأنه حصل بعد مرور السيارة التي كان يقودها بلحظات. وبالتوازي مع ذلك، استفاق أهل العاصمة بيروت على إقفال الطرق وزحمة سير، ليتبين أن فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي يغير على مجموعة إرهابية من "داعش" كانت مختبئة في فندق نابليون في الحمرا بعد معلومات أمنية ثبتت دقتها. ودعت الحكومة اللبنانية إلى اجتماع أمني عاجل في السرايا الحكومية.وأوضح وزير الدفاع سمير مقبل أن "الجيش والقوى الأمنية أخذت جميع احتياطاتها وهي قادرة على ضبط الوضع ولا لزوم للهلع". فمنذ الساعات الأولى من صباح أمس، شهدت منطقة الحمراء في بيروت انتشارا أمنيا لقوى الأمن الداخلي وجهاز الأمن العام، الذين ضربوا طوقا أمنيا محكما حول فندق نابليون وجرت مداهمة الفندق بناء على معلومات عن وجود إرهابيين في داخله، كانوا بصدد تنفيذ عمل أمني في العاصمة بعد صلاة الجمعة. وأكد مصدر قضائي بارز، أن النائب العام التمييزي القاضي سمير حمود، تبلغ من شعبة المعلومات بما لديها من معطيات عن وجود الإرهابيين. وأعطى الأخير أمرا بمداهمة الفندق فورا والقبض على المشتبه بهم. وأشار إلى أن "المشتبه بهم ينتمون إلى "داعش" وكانوا بصدد تنفيذ عملية إرهابية كبيرة من دون أن يحدد المصدر الموقع الذي سيحصل فيه الانفجار ومن المستهدف فيها". من جانبه، دعا رئيس تيار المستقبل سعد الحريري "اللبنانيين من كل الطوائف والتوجهات السياسية إلى اتخاذ أعلى درجات التنبه والحذر، والتزام حدود الوعي والتضامن الوطني في وجه ما يحاك للبنان والمنطقة من مخططات خبيثة لا وظيفة لها سوى إشعال الفتنة بين أبناء البلد الواحد". وأضاف "هذا وقت الوعي والاحتكام لقيم الوحدة والتعاون ونبذ الفتن وليس للتحريض والاستنفار المذهبي وحقن النفوس وحشد الشباب إلى معارك داخلية أو خارجية، لن ينتج عنها إلا المزيد من الانقسام واستدعاء ردود الفعل الطائفية من هنا ومن هناك".