بمجرد وقوع اضطرابات واسعة في العراق خلال ال 72 ساعة الماضية أفضت إلى إضعاف الحكومة في بغداد، بدأت واشنطن ترسل الرسائل إلى العالم لتهيئته لخطوة أمريكية عسكرية محتملة قد تكون ضربة جوية بواسطة طائرات دون طيار لوقف تقدم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» في عددٍ من المناطق. التلميح السريع من قِبَل أمريكا إلى تدخل عسكري في العراق – غير محدد لا في الوقت ولا الحجم- يعيد إلى الأذهان تعاطيها مع موضوع سوريا، وهنا تظهر فوارق واضحة. في سوريا مرت 3 أعوام من القتل والتدمير والإرهاب من قِبل نظام بشار الأسد والميليشيات الموالية له والعاملة لمصلحته، لكن واشنطن اكتفت ب «الضغط» السياسي و «دعم» بعض المجموعات المعارضة دعماً محدوداً لم يؤدِّ إلى تغيير في موازين القوى على الأرض. اكتفت واشنطن بهذا الدعم المحدود ولم تطرح مسألة الضربات الجوية مطلقاً باستثناء تهديد الأسد بها حينما استُعمِل السلاح الكيماوي في الغوطة الشرقية في أغسطس الماضي، إلا أنها سرعان ما تراجعت في إطار تسوية مع روسيا حفظت للأسد سلطته. لم يصدر التهديد الأمريكي بتوجيه ضربة عسكرية للأسد إلا بعد مرور عامين ونصف على بدء استخدامه القوة المفرطة ضد السوريين، لكن في الحالة العراقية تحدث الرئيس باراك أوباما عن «خيارات مفتوحة» من بينها الضربات الجوية في أقل من 72 ساعة على بدء تقدم «داعش» وسيطرتها على بعض المناطق. هذا الفارق في التعاطي يدفع البعض إلى التساؤل: هل الهدف من التدخل الأمريكي المحتمل في العراق حماية المدنيين من الإرهاب أم الحفاظ على حكومة نوري المالكي؟ وإذا كان الأول فلماذا لم يحدث هذا في الحالة السورية؟.