تنطلق”التسنيدة” كعادة تراثية قديمة من مدينة ينبع وحتى ينبع النخل إحياءً لموروث شعبي اندثر جراء مظاهر المدنية الحديثة، ويتمثل مهرجان”التسنيدة” في قطع مسافة 35 كيلو مترا سيرا على الأقدام انطلاقا من ينبع البحر إلى ينبع النخل في مسيرة الرجال الذين تعدوا العقد الثاني من عمرهم. حيث كانت” التسنيدة” تهدف إلى تحرك أصحاب المزارع القاطنين في ينبع البحر صوب مزارعهم بينبع النخل التي استمدت اسمها من كثرة مزارع النخيل في فترة الحصاد للوقوف على إنتاجهم من التمور والمحصولات الأخرى، ويمكثون فيها عدة أشهر، ثم يعودون إلى مدينتهم التي تتوسد البحر حاملين خيرات أرضهم، كانوا يسمون حراك العودة ب”الحدرة”، وقتلت الطرقات الحديثة ووسائل النقل ذلك السلوك المعيشي المتوارث. وزار محافظ ينبع إبراهيم السلطان موقع التسجيل في برنامج” التسنيدة” حيث اطلع على آلية التسجيل والإجراءات المطلوبة، ثم انتقل إلى اللجنة الطبية ليستمع إلى شرح مفصل من الطبيب المسؤول عن الكشف الطبي يوضح طريقة الكشف، وقام بعدها بالتسجيل في كشوفات المسجلين و اختتم الزيارة بشكر القائمين على المركز، لجهودهم وإصرارهم على إنجاح البرنامج. و بادر قسم النشاط الطلابي بإدارة التربية والتعليم في ينبع بإحياء” التسنيدة ” عبر مسابقة للمشي بذات المسافة، ودعمها بمسابقات ثقافية وشعرية، وقال مدير التعليم بمحافظة ينبع محمد فراج بخيت” إن الهدف من” التسنيدة” إحياء التراث من خلال ربط الحاضر بالماضي، وتشجيع المواطنين على ممارسة النشاطات الرياضية، التي تتفق مع قدراتهم وميولهم وتساعدهم على التمتع بالحياة الصحية السليمة”. وأضاف أن تلك النشاطات ترفع مستوى اللياقة البدنية والصحية للمشاركين في جو رياضي سليم، وتتيح الفرصة للتعايش الاجتماعي، وترقية العلاقات الإنسانية بين المواطنين، حيث تناول المشاركون طعام الإفطار في مخيم البداية. وأبان المشرف على المسابقة سليمان عمير أن اختيار الفجر زمنا لانطلاق” التسنيدة” جاء بسبب مناسبته للنشاط الرياضي، خاصة أن المسافة طويلة نسبياً، مشيرا إلى أن فرقة الهجانة ستتقدم المشاركين برفقة أفراد يرتدون زي الآباء والأجداد القديم الذي كانوا يرتدونه ويحملون الأدوات التي تساعدهم على الصبر في المسير. و استطرد عمير” يتخلل الطريق أربع محطات للاستراحة، وهي ذات الموقع التي استخدمت في الماضي لراحة “المسندين” مثل بئر القاضي، و العقدة والتي تبعد عن بعضها نحو خمسة كيلومترات، ويرافقهم فريق طبي”، وأضاف” أقمنا معرضا تراثيا قديما يحتوي على قرية شعبية وأسواق قديمة وكل ما له صلة بتراث ينبع النخل، وعند نقطة النهاية وضع مكان استقبال بالألعاب الشعبية والتراثية مثل الحرابي والزيد التي تشتهر بها ينبع النخل”. و يذكر أن الحضور في السنوات الماضية تجاوز2500مشارك من أعضاء مجلس الشورى وبعض الوزراء الحاليين والسابقين إضافة إلى مديري التعليم من جميع مناطق المملكة ومديري الدوائر الحكومية. التسنيدة يتوارثها الأجيال في ينبع (الشرق)