أكملت ينبع كافة استعداداتها لانطلاق موروثها الشعبي «التسنيدة» في نسختها الثالثة لقطع مسافة تقدر ب أكثر من 22 كيلو مترا مشياً على الإقدام، تحت شعار (تراث الأجداد رصيد الأحفاد) وبدعم من الغرفة التجارة الصناعية بمحافظة ينبع والتنسيق مع ادارة التربية والتعليم.وكانت اللجان المشرفة على تنفيذ هذا البرنامج قد أنهت كافة أعمالها لإنجاح هذا البرنامج حيث تم تحديد المسافة التي يجب على المتسابقين قطعها مشياً على الإقدام ب 22 كيلو مترا تقريبا إحياء للتراث القديم من خلال ربط الحاضر بالماضي وتشجيع المواطنين على ممارسة النشاطات الرياضية والتي تتفق مع قدراتهم وميولهم وتساعدهم على التمتع بالحياة الصحية السليمة وذلك انطلاقا من ينبع البحر إلى ينبع النخل في مسيرة الرجال الذين تعدوا العقد الثاني من عمرهم حيث كانت( التسنيدة) تهدف إلى تحرك أصحاب المزارع القاطنين في ينبع البحر صوب مزارعهم بينبع النخل التي استمدت اسمها من كثرة مزارع النخيل في فترة الحصاد للوقوف على إنتاجهم من التمور والمحصولات الأخرى ويمكثون فيها عدة أشهر ثم يعودون إلى مدينتهم التي تتوسد البحر حاملين خيرات أرضهم كانوا يسمون حراك العودة ب”الحدرة”.ويهدف تنفيذ هذا البرنامج إلى إحياء التراث وربط الماضي بالحاضر من خلال السير مشيا بما كان يُعرف ب»التسنيدة» من ينبع البحر إلى شقيقتها ينبع النخل، وقطع المسافة بينهما وهو ما كان يقوم به الأجداد والآباء قبل استخدام وسائل النقل المتوفرة الآن والتي قتلت هذا السلوك المعيشي المتوارث بالإضافة إلى إتاحة الفرصة أيضا لبث روح العمل التطوعي الجماعي وترقية العلاقات الإنسانية ورفع مستوى اللياقة البدنية والصحية للمشاركين في جو رياضي سليم. وأوضح مدير إدارة التربية والتعليم بمحافظة ينبع محمد بن فراج بخيت أن قسم النشاط الطلابي بادر بإحياء”التسنيدة” عبر مسابقة للمشي بذات المسافة ودعمها بمسابقات ثقافية وشعرية. من جانبه أشار سليمان بن عمير محلاوي مساعد مدير التربية والتعليم بينبع و المشرف على المسابقة الى أن اختيار الفجر زمنا لانطلاق” التسنيدة” جاء كونه مناسبًا للنشاط الرياضي خاصة وأن المسافة التي سيقطعها المشاركون تعد طويلة نسبياً، لافتاً إلى أن هناك فرقة من الهجانة ستتقدم المشاركين برفقة أفراد يرتدون زي الآباء والأجداد القديم الذي كانوا يرتدونه كما يحملون ايضا الأدوات التي تساعدهم على الصبر في المسير. وأضاف سليمان محلاوي ان الطريق سيتخلله أربع محطات للاستراحة وهي ذات الموقع التي استخدمت في الماضي لراحة “المسندين” مثل بئر القاضي والعقدة والتي تبعد عن بعضها نحو خمسة كيلومترات ويرافقهم فريق طبي، مبيناً ان هناك معرضاً تراثياً قديماً تمت اقامته يحتوي على قرية شعبية وأسواق قديمة وكل ما له صلة بتراث ينبع النخل قديما كما تم وضع مكان استقبال بالألعاب الشعبية والتراثية التي تشتهر بها ينبع النخل مثل الحرابي والزيد عند نقطة النهاية لاستقبال المشاركين بهذه الفعاليات.