التربية الصالحة والواعية دائماً تعكس على المجتمع الشيء النافع والمفيد وتزيد من الوعي والثقافة في جميع أمور الحياة لا سيما إن كانت التربية بطرق تناسب الجيل الجديد.. سمعت قبل فترة وسمعت اليوم أن كثيراً من أعمال التخريب في المنشآت العامة والمدارس حصلت في الفترة القريبة من أطفال ومراهقين لم تتجاوز أعمارهم بضع سنين وانتشرت مقاطع ذلك التخريب عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وفعل هؤلاء الأطفال والمراهقين وعملهم لهذه الأعمال التي تدخل تحت نطاق (الشغب) دلت على أن تربية المنزل كانت خاطئة بل لم تكن واعية مما أدى لحصول الطفل على أفكار سلبية وتفريغها بتلك الأعمال المشينة. نسينا أموراً كثيرة في تربية أبنائنا فلبيّنا لهم أمورهم المادية مثل الأجهزة الذكية وأدوات الترفيه الحديثة وغفلنا في تلبية احتياجاتهم الأدبية والمعرفية وأسس التربية تحت مسمّى التطور التكنولوجي وكانت الطفرة التكنولوجية مؤثراً كبيراً في تربية أبنائنا بل عكست سلبياتها عليهم وأكسبتهم أفكاراً وأموراً ومعتقدات خاطئة ظناً منا أننا نسعى إلى تطورهم ورقيهم ولم نعلم أن التطور والفكر الواعي يدخلان في إطار…. كيف تربي ابنك وتجعله عضواً فعالاً في المجتمع؟. لا أحمّل المسؤولية للمنزل فقط بل أحملها لوزارة التربية والتعليم لأني رأيت اهتمامها في التعليم وتطويره أكثر من التربية، فلو وضعت في المراكز التعليمية برامج للتربية وعملت عليها بالطرق الحديثة مستخدمة وسائل التكنولوجيا الحديثة التي غزت العالم ووظفتها في تلك البرامج المتخصصة في تربية أبنائنا لما رأينا تلك الأعمال التي تحزن كل شخص منا، أنا وأنت نتمنى أن تأخذ الوزارة من اسمها ولو الشيء اليسير وتخرّج لنا جيلاً قادماً نفخر به أمام أعين العالم أجمع. تربية أطفالنا مسؤولية الجميع فهي مسؤولية المنزل ووزارة التربية والتعليم والإعلام والمسجد والفعاليات الموسمية والمهرجانات كل شخص مسؤول فلماذا لا نعترف بالتقصير في هذا الأمر الكبير ونعلن أننا مقصرون ومخطئون ونتدارك أخطاءنا ونضع بصمة صالحة قوية في أطفالنا التي غزتهم أمور كثيرة لا تعد ولا تحصى. كل هذا وأتساءل، أين الإعلام بنوعيه التقليدي والجديد في ضخ البرامج لتعليم الأطفال بما يتعلق بأخلاقهم وتحسينها؟ أم أصبح الربح المادي هو المتحكم والمسيطر عليها فابتعدوا عن الهدف الأسمى؟ همسة: « جذور التربية مرة ولكن ثمارها حلوة».