بعد أقل من عام على بدء الملتقى الثقافي، الذي يشرف عليه عضو مجلس الشورى الناقد الدكتور سعد البازعي، فوجئ برسالة جوال تصله من رئيس النادي الدكتور عبدالله الحيدري بأن المحاضرة سارة الرشيدان يجب ألا تجلس إلى جانبك وسنضع بارتشن (حاجز) يفصل النساء عن الرجال، وبعد نجاح الملتقى الثقافي الذي أثار غضب أعضاء مجلس الإدارة، حيث إن الفعالية كانت تحظى بحضور لافت وكبير رغم الإمكانية المتواضعة التي يوفرها النادي للملتقى التي تتم على خجل. وبيَّنت منسقة الملتقى سارة الرشيدان أنه بحكم كوني رافقت بداية تأسيس الملتقى الثقافي وشاركت بقية الأعضاء في اختيار المتحدثين والقضايا والإعلان عنها تحت إشراف مباشر من الدكتور سعد البازعي -وهو كما يعلم الجميع رئيس سابق للنادي- وعضو حالي في مجلس الشورى مختص بالشأن الثقافي أحب أن أشيد بما حققه الملتقى من صلات ثقافية مميزة جمعت حضوراً نخبوياً من الجنسين، وأعني بالنخبة هم المهتمون بقضايا الملتقى من كل الأطياف ومن الجنسين، وقد كان يتضح ذلك من الحوار الذي يستمر حتى وقت متأخر في كل حلقة نقاشية يقيمها الملتقى، وكذلك التغطيات الإعلامية التي أسهمت على إحداث صدى جيد لدى الحاضرين، الذين كانوا يبدون إعجابهم على مواقع التواصل الاجتماعي بما تطرحه الصحف عن هذا النشاط المميز. وبيَّنت الرشيدان أن نجاح الملتقى كان لحرص البازعي على اختيار مواضيعه بعناية لكل لقاء، الذي كان يعقد مرتين في الشهر. ولعدالة الطرح وتساوي الفرص في الحوار بين الجنسين؛ ورغم قلة حضور النساء للملتقى الذي بقي التفوق فيه للرجل إلا أنه أعطى لنا فرصة لا تحظى المرأة عادة بها، خاصة في مناسبات ثقافية أخرى. ولأن الفعاليات لا تسجل ولا تحفظ إلا نادراً والسبب وجود كاميرا واحدة، وكانت في معظم الأحيان (لا يوجد مكان شاغر في الذاكرة أو متعطلة) أو أن الموظف الذي يقوم بالتصوير مشغول بتصوير نشاط آخر للنادي؛ وبالتالي لا وجود لفعالياتنا على يوتيوب ما جعل فائدة الملتقى حبيسة الورق وجدران النادي، وقد لا يلام النادي الذي لا يملك الميزانية الكافية التي يستطيع تخصيصها لسد رمق الثقافة فيه. وحول الأمسية، التي كانت مخصصة لمناقشة رواية سعد الدوسري الرياض نوفمبر وكانت ستقدم الرشيدان ورقة نقدية كتبتها في الرواية بالإضافة إلى مشاركة الدكتور البازعي، قالت الرشيدان «حاولنا التواصل مع النادي لكن المسؤولين أصروا على الفصل والعزل التام ربما في القاعة نفسها أو قاعة أخرى ما يستحيل معه الحوار بحيث نعتمد على حاسة السمع فقط، علماً بأن الملتقى ليس محاضرة، بل مناقشة جماعية حول الورقة المطروحة، وهذا ما يميزه عن بقية المحاضرات أو الندوات فقرر الدكتور البازعي أن يرفض المشاركة واعتذر عن الفعالية بوجود تلك الحواجز -الوهمية- فالملتقى ثقافي وحواري وسبق لي أن قرأت فيه ملخصاً لورقة من دليل الناقد قبل أشهر أُعلن عنها في الصحف قبل وبعد وقامت صحيفتكم بتغطية لها». وتضيف الرشيدان «كما سبق لثلاث نساء (سعودية/ دينماركية/ عراقية) أن تحدثن عن تجاربهن في الملتقي، وكنا نتوقع أن نستمر على المستوى نفسه لكن مع الأسف يبدو أن النادي لا يعطي أهمية كبيرة للمحاورة الثقافية ولا يرى بأساً في إيقافها. وفي أول ردة فعل بيَّن رئيس نادي الرياض الأدبي الدكتور عبدالله الحيدري أنه يدعّم الملتقى، الذي تم إقراره في شوال 1434ه بقرار من مجلس إدارة النادي والفعالية الأخيرة تم الإعلان عنها وضمّنها النادي في برنامجه الرسمي، وما زالت موجودة، مبيناً أن كان هناك تأجيل أو إلغاء فهو من القائمين على الملتقى، وليس منا وحول اتهام سعد الدوسري للنادي بأن سبب تأجيل الفعالية هو موضوع روايته، أجاب الحيدري بأن هذا غير صحيح على الإطلاق، مؤكداً أن التأجيل هو من القائمين على الملتقى. وحول مطالبته للملتقى بوضع الحاجز، قال الحيدري إن فصل الرجال عن النساء أمر بديهي وليس فيه ما يدعو للغرابة، بل هو السائد منذ سنوات طويلة، فما الجديد في الموضوع؟ الخلاف على أن النادي قرر -ولم يناقش معنا- أن يفرض الفصل بحاجز بين الرجال والنساء رغم أنه سمح لهذا الحاجز أن يزول لمدة تسعة أشهر، ولم يكن ذلك إلا بسبب ضغوط من بعض المحتسبين، وقد أراد رئيس النادي أن يتخلص من الضغوط التي مارسها عليه بعض المحتسبين، فأمر بإعادة الحاجز بين الرجال والنساء.