كشف مصدر في نادي الرياض الأدبي، أن 15 محتسباً تسببوا في إلغاء «الملتقى الثقافي»، الذي يشرف عليه الدكتور سعد البازعي وسارة الرشيدان، ويقيم فعالياته مساء الثلثاء مرتين في الشهر. وأوضح المصدر (فضل عدم الكشف عن اسمه) ل «الحياة» أن المسؤولين في النادي الأدبي «تلقوا اتصالات تخبرهم أن هناك محتسبين سيحضرون لمنع الاختلاط داخل النادي الأدبي، وتحديداً في فعاليات الملتقى الثقافي بحجة حضور النساء بجانب الرجال في قاعة واحدة». وقال المصدر: «لا أحد يعرف الجهة التي ينتمي إليها المحتسبون»، لافتاً إلى أن هناك من قال: «إنهم من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وآخرون يرون أنهم مجرد أشخاص محتسبون»، مبيناً أن النادي الأدبي في الرياض «يدار من متشددين يعملون في الظل، ويمتلكون سلطة إدارية وتنظيمية داخل النادي، تعمل على محاولة تقنين دور النادي ورسالته الثقافية تجاه المجتمع والوسط الثقافي». وذكر المصدر أن الفكر الذي يدار من خلاله النادي «لا يتناسب مع طبيعة العمل الثقافي الذي يقوم عليه النادي ورسالته، التي يفترض أن تكون خالية من الأيديولوجيا الدينية والإقصائية». من جهته، أوضح نائب رئيس «أدبي الرياض» الدكتور صالح المحمود أن الجلسة التي كانت مقررة مساء أمس لقراءة رواية سعد الدوسري «الرياض نوفمبر 90»، والتي تتناول مسيرة المرأة السعودية ضمن ما تتناوله، «تم إلغاؤها لتعارضها مع سياسة النادي، والتي تنص على وجوب الفصل بين الجنسين». وقال المحمود، ل«الحياة»، إن الدكتور سعد البازعي اقترح أن «يكون الملتقى مختلطاً، وبالتالي طلبنا منه أن يكون هناك قسم رجالي وقسم نسائي، وهو ما عارضه الدكتور البازعي، الذي طلب في ما بعد أن يلغى العمل». وفي سؤال ل«الحياة» حول استمرارية الملتقى في عقد جلساته طوال الشهور التسعة الماضية، من دون اعتراض على عدم وجود حاجز يفصل بين النساء والرجال، ولماذا في هذه الفعالية تحديداً طلب ذالك؟ أجاب المحمود أنه «بعد ظهور صور الدكتورة زينب الخضيري ونشرها تم التشديد على هذه المسألة». وقال: «في بداية الملتقى لم يكن هناك حضور من النساء كما هو حالياً!». بدوره، أوضح المشرف على «الملتقى الثقافي» الدكتور سعد البازعي ل«الحياة» أن «إصرار النادي على تغيير شكل الملتقى الذي سار عليه، هو السبب في إلغاء الملتقى». وقال البازعي إنه «لا صحة لطلبي وقف الملتقى أو إلغاءه»، مبيناً أن السياسة «التي تعامل بها النادي مع طبيعة الملتقى وشكله الذي سار عليه منذ البداية، أسهمت في إيقافه». وبيّن أن الملتقى اتخذ طريقاً منذ تسعة أشهر وسار عليه، «وبالتالي من الصعب التغيير فيه لظروف لا نعلمها»، لافتاً إلى أن من أهم الأمور التي تدعم الملتقى «غياب الحواجز بين الأعضاء والعضوات». من جهته، أوضح الكاتب سعد الدوسري، مؤلف الرواية موضوع جلسة أمس، أن العمل في النادي الأدبي «غير واضح، وشبيه بالقصص البوليسية»، ساخراً من أن يكون حضور النساء السبب في إلغاء الملتقى، موضحاً أن موضوع المرأة والاختلاط «لم يعد يؤخذ كذريعة في المنع»، مستشهداً بحضور المسؤولين والدعاة السعوديين بجانب نساء على القنوات التلفزيونية، أو حتى في الملتقيات الثقافية والصناعية. وقال الدوسري ل«الحياة»: «أعتقد بأن السبب ليس موضوع نساء واختلاط»، مؤكداًً أن الرواية المطروحة «السبب في هذا المنع لتحفظات ربما وجدها البعض حول التغيير، الذي حصل لدى النساء في الخليج ككل»، لافتاً إلى أن الغريب «استمرار النشاطات في الملتقى لموسم كامل، وحضور النساء من دول عديدة للمشاركة في الفعاليات المختلفة والمختلطة»، متسائلاً: «لماذا تضع إدارة النادي نفسها في هذا الحرج أمام الرأي العام والمثقفين؟». يذكر أن «الملتقى الثقافي» كان يقيم نشاطاته بانتظام، ولم يحدث أي إرباك، سوى في الفعالية التي كان يفترض أن تقام مساء أمس، وخصصت لقراءة رواية الكاتب سعد الدوسري «الرياض نوفمبر 90»، التي تتناول أحداث حرب الخليج الثانية، وضمنها المظاهرة التي نظمتها النساء للمطالبة بقيادة السيارة، في التسعينات الميلادية من القرن الماضي.