مرّ الكون ب 3 انفجارات كوسمولوجية وبيولوجية وثقافية ويعصف به اليوم انفجار علمي يمشي على وتيرة تسارع يكاد سنا برقها يذهب بالأبصار. قبل 13,7 مليار سنة ضوئية ولد الكون من انفجار عظيم في جزء من سكستليون من الثانية، في حيز أقل من بروتون واحد، على شكل طاقة مهولة، ثم برد فشكَّل كل المجرات فقال له الله كن فكان. وقبل 530 مليون سنة تدفقت عديدات الخلايا تدب على المعمورة فتكاملت في أقل من 10 ملايين من السنين عدداً فقال لها الرب كوني فكانت. وقبل 200 ألف سنة بدأ الإنسان الحديث الزحف من شرق إفريقيا ليسكن كل المعمورة، في رحلة انتهت قبل 12 ألف سنة بعبور مضيق بهرنج إلى ألاسكا فالأمريكتين، وخلال فترة قصيرة تم اختراق ما يزيد عن 20 حقلاً معرفياً في قطاف شهي لفاكهة جديدة وأبَّا. تم الإعلان عن الاستنساخ الجسدي من سكوتلندا بنعجة دوللي، وبشر (لي سيلفر) من أمريكا بعصر الاستنساخ الإنساني في مدى سنوات؟، وبذا ينفصل الإنجاب عن الجنس، في تحطيم عقيدة قديمة من ارتباط الجنس بالإنجاب في آلية لا فكاك منها، في الطبيعة قبل 500 مليون سنة، وأودعها الخالق في كياننا في طاقة لحوحة لمتابعة إنتاج أنفسنا. ومن كل شيء خلقنا زوجين. دفع هذا المفهوم إلى ظهور الثورة الكيميائية على يد (كارل جيراسي) بإنتاج حبوب منع الحمل قبل 40 سنة وأخيراً حبة الفياجرا الماسة الزرقاء. وفي معهد (سيرن CERN) للفيزياء النووية من جنيف أعلن (أولرت OELERT) عن تصنيع مضاد المادة بصورة مقلوبة جداً إذا اجتمعت بالمادة تولدت طاقة لم يحلم بها سليمان في مجده. ومشى مشروع (هوجو HGP) بتعاون عالمي لفك مغاليق أسرار الشيفرة الوراثية للخلق، بمعرفة 3 مليارات حمض نووي في كروموسومات النواة، لها طلع نضيد، بما يزيد عن 140 ألف ثمرة (الجينات الجنيات؟)، من سطور الخلق، لتشكيل كامل الخارطة البيولوجية لعالمنا البهيج. وتم العثور على بصمات الحياة فوق حجر أبق من المريخ؛ فحلق في أجواز الفضاء في رحلة أوديسا كونية، قبل أن يرتاح فيأوي إلى برد القطب الجنوبي قبل 13 ألف سنة.