قالت مصادر طبية إن عدد قتلى الاشتباكات العنيفة بين مجموعات من الجيش الليبي موالية للواء المتقاعد خليفة حفتر ومتشددين في مدينة بنغازي في شرق البلاد ارتفع إلى 18 شخصا. وأضافت المصادر أن حوالي 30 شخصا أصيبوا في الاشتباكات التي بدأت فجر أمس ولا تزال مستمرة – حتى طباعة الصحيفة – في أجزاء من المدينة الساحلية.وقال العقيد طيار سعد الورفلي آمر قاعدة بنينا الجوية إن «اشتباكات عنيفة جرت بين الجيش ومجموعات من كتائب الثوار السابقين من ذوي التوجه الإسلامي في محيط معسكر الكتيبة 21 التابعة للقوات الخاصة والصاعقة في منطقة قاريونس بجانب الجامعة وسط مدينة بنغازي». وأوضح الورفلي أن «قوات من كتيبة شهداء 17 فبراير وسرايا راف الله السحاتي إضافة إلى تنظيم أنصار الشريعة وقوات درع ليبيا، هاجموا في الساعات الأولى من صباح أمس مقر الكتيبة 21 وحاصروا بداخله الجنود وقصفوهم بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة مما خلف عددا من القتلى والجرحى». من جهتها قالت مديرة مكتب الإعلام في مستشفى الجلاء لجراحة الحروق والحوادث فاديا البرغثي إن «المستشفى تلقى في الساعات الأولى من صباح اليوم ستة قتلى عسكريين وأكثر من عشرة جرحى» كحصيلة أولية للاشتباكات. وسمع دوي الانفجارات بشكل متواصل وبعنف شوهدت طائرات ومقاتلات سلاح الجو الليبي تحلق في محيط الاشتباكات وفي مناطق متفرقة من مدينة بنغازي. وقال الورفلي إن «مقاتلات قاعدة بنينا وقاعدة طبرق الجوية ستنفذ ضربات قاصمة» لمن وصفهم ب «الإرهابيين»، لافتا إلى أن «المعارك ستستمر حتى تطهير البلاد منهم» على حد قوله. ودعا الورفلي إلى «ضرورة ابتعاد المدنيين والسكان من المناطق الساخنة فور وقوع الاشتباكات لأن الرد على مصادر النيران سيكون عنيفا». وتشهد ليبيا اضطرابات منذ ثلاث سنوات بعد ان أطاحت حرب قادها حلف شمال الأطلسي بمعمر القذافي، حيث يخوض الصراع إسلاميون متشددون ومعارضون لهم وفصائل إقليمية وسياسية. وقال مقيمون إن متشددين من جماعة أنصار الشريعة هاجموا أمس معسكرا للقوات الخاصة تابعا للجيش، مما أدى إلى اندلاع قتال في عدة مناطق بالمدينة الساحلية. وأضافوا أن قوات تابعة للواء متقاعد تقاتل الإسلاميين انضمت في وقت لاحق للمعركة واستخدمت طائرات هليكوبتر حربية. وذكرت مصادر مستشفى طلبت عدم الكشف عنها أن بين القتلى ال (8)، 5 جنود على الأقل. وقال محمد الحجازي المتحدث باسم اللواء السابق بالجيش الليبي خليفة حفتر -الذي يريد تطهير ليبيا من إسلاميين متشددين ويقول، إن الحكومة المركزية الضعيفة فشلت في السيطرة عليهم- إن قوات غير نظامية مؤيدة لحفتر قدمت الدعم للجيش مع انتشار القتال إلى مناطق أخرى من بنغازي. وقال مقيمون إن طائرات هليكوبتر أقلعت من قاعدة بنينا الجوية في بنغازي، حيث انضمت وحدات عسكرية نظامية إلى حملة حفتر التي بدأت الشهر الماضي. ورفضت الحكومة وكتائب ميليشيات منافسة وفصائل سياسية هجوم حفتر على المتشددين ووصفته بأنه محاولة انقلاب، بعد أن اقتحمت قواته البرلمان أيضا منذ أسبوع. وحذرت جماعة أنصار الشريعة التي أدرجتها واشنطن على أنها منظمة إرهابية الولاياتالمتحدة الأسبوع الماضي من التدخل في الأزمة الليبية واتهمت واشنطن بمساندة حفتر. ولا توجد في ليبيا مؤسسات عاملة تذكر ولا يوجد جيش وطني حقيقي يفرض سلطانه على الميليشيات المتحاربة.