قال الكاتب الكردي السوري جوان اليوسف ل «الشرق» إن اصطفاف حزب الله اللبناني إلى جانب الأسد في حربه ضد السوريين، عزز الصلة العميقة بين نظام بشار الأسد وحزب الله، واعتبر اليوسف أن نتائجه لن تكون مجرد اصطفاف طائفي عادي يشمل سوريا ولبنان، بل ربما يتعداه في اتجاه إعادة الصراع السني الشيعي في المنطقة برمتها، الذي كان قد خمد بعد معركة «جالديران» عام 1514 بين الدولة العثمانية السنية وبين شاه إيران الذي فرض التشيُّع على سُنَّة إيران ونفَّذ مذابح بحق السنّة هناك مما حدا بالدولة العثمانية إلى خوض المعركة ضده. وأضاف اليوسف أن إيران دأبت على نفي علاقتها بتدخل حزب الله في سوريا كما أكد وزير الخارجية الإيراني في منتدى دافوس، لكن الجميع يعرف أن حزب الله هو الابن الشرعي للنظام الإيراني الشيعي، وأن إيران هي من أسست هذا الحزب بعد تسلم الخميني السلطة في طهران، وهو إحدى نتائج سياسة تصدير الثورة التي قامت بها سلطات طهران. واعتبر اليوسف أن الارتكاز اللامحدود لإيران على حزب الله والنظام السوري في المنطقة، ليس وليد اللحظة، وأنه كان يراد منه محاولة الضغط عسكرياً على إسرائيل ومحاولة إظهار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أنه صراع ديني، كما حاولت طهران ترويج الصراع على أنه صراع بين يهود ومسلمين، وهذا ما أوجد خطاباً سياسياً جديداً في التعاطي مع القضية الفلسطينية عبر حزب الله وحركتي حماس والجهاد الفلسطينيتين اللتين تقف طهران خلف تأسيسهما وتسليحهما. وحول تأييد الشارع العربي لحزب الله بعد حرب 2006، أوضح اليوسف أن الحرب وشعارات الحزب أعمت هذا الشارع عن حقيقة هذا الحزب الطائفية التي سرعان ما تهاوت مع الهجوم على بيروت الغربية في مايو 2008 وتوجيه السلاح ضد اللبنانيين ومن ثم السوريين، وأشار اليوسف إلى أن الثورة السورية أسقطت كل الأقنعة وخلعت الهالة الأخلاقية التي حاول الحزب أن يحيط نفسه بها عبر الخطاب الديماغوجي لحسن نصر الله الذي أجاد خطاب المواطن العربي العادي متدثِّراً بشعارات المقاومة والممانعة وتحرير فلسطين، وهذا جعله ما يشبه أيقونة المقاومة ضد إسرائيل. وقال اليوسف: الثورة السورية كشفت للشارع العربي حقيقة حزب الله ومقاومته، وأن دور الحزب والمقاومة لم يكن سوى لتعزيز الدور الإيراني ببسط النفوذ على المنطقة، واستكمال وإنجاز ما ذهبت إليه إيران منذ بدايات تأسيس جمهوريتها، وما قاله الكاتب محمد جواد لاريجاني باعتبار إيران «أم القرى» يحمل دلالة دينية وسياسية مهمة تكشف أن مشروع ولاية الفقيه، يسعى إلى جعل إيران المرجعية الإسلامية الوحيدة في العالم، وحزب الله هو الذراع القوية لتنفيذ هذا المشروع. وهذا ما يتطلب بالطبع فرض الهيمنة الإيرانية على جميع الدول الإسلامية إن استطاع قادة طهران إلى ذلك سبيلاً عبر مشروع ولاية الفقيه وعبر السلاح والحروب.