اعتبرت الحكومة الأردنية أمس الإثنين السفير السوري في المملكة الهاشمية، بهجت سليمان، شخصاً «غير مرغوب فيه» وأمرته بمغادرة المملكة خلال 24 ساعة، وذلك بسبب «إساءاته المتكررة» الموجهة «ضد المملكة وقيادتها ورموزها السياسية ومؤسساتها الوطنية ومواطنيها». وقالت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الأردنية، صباح الرافعي، إن الوزارة وبإيعازٍ من وزير الخارجية ناصر جودة سلَّمت السفارة السورية في عمَّان مذكرة تتضمن قرار الحكومة الأردنية اعتبار السفير السوري في عمَّان بهجت سليمان شخصاً غير مرغوب فيه في المملكة الأردنية الهاشمية، وطلبت مغادرته أراضي المملكة خلال 24 ساعة. ونقلت وكالة الأنباء الأردنية عن الرافعي قولها إن قرار الحكومة يأتي بعد أن استمر سليمان «في إساءاته المتكررة وعبر لقاءاته الشخصية وكتاباته في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي والموجهة ضد المملكة الأردنية الهاشمية وقيادتها ورموزها السياسية ومؤسساتها الوطنية ومواطنيها، التي لم تتوقف رغم التحذيرات المتكررة له بعدم استغلال الضيافة الأردنية لتوجيه الإساءات ومنذ فترة طويلة». وكان الأردن وجه في 6 يونيو 2013 «إنذاراً نهائياً» لسفير دمشق مهدداً باعتباره «شخصاً غير مرغوب به» بعد تصريحات نُسِبَت له انتقد فيها استضافة المملكة لاجتماع «أصدقاء سوريا» وطلبها نشر صواريخ باتريوت. وقال وزير الخارجية الأردني حينها إن «سفير سوريا بهجت سليمان تجاوز كافة الأعراف والممارسات الدبلوماسية من خلال تصرفاته ولقاءاته المعلنة وغير المعلنة وتصريحاته المرفوضة والمدانة». في المقابل، أعلنت خارجية النظام السوري أمس طرد القائم بالأعمال الأردني من دمشق وصدور قرار من الحكومة السورية بمنعه من دخول أراضي سوريا رداً على إبعاد بهجت سليمان. من جانبه، رجح عضو ائتلاف الثورة السورية، ميشيل كيلو، أن يكون قرار طرد بهجت سليمان من الأردن عائداً إلى استفزازاته المستمرة للأردنيين وللسلطات الأردنية، معتبراً أن القرار تأخر «لأن سليمان كان رجل أمن أكثر منه دبلوماسياً، وكان يتعامل مع الأردنيين باعتباره مندوباً سامياً لسوريا في الأردن أو رئيساً لفرع أمني خارج سوريا». ورأى كيلو، في اتصال هاتفي مع «الشرق» من باريس، أن إبعاد سفير النظام السوري عن عمّان لا يعني حدوث تغير جذري في رؤيتها للنزاع في سوريا «لأنها ما زالت تنتهج الحياد تجاه الأزمة»، حسب قوله. وتابع «أرى أن سليمان طُرِدَ لاستفزازه الأردنيين والتطاول على حكومتهم، ولأنه تعاون مع شبيحة سوريين وغير سوريين موجودين في الأردن للاعتداء على المتظاهرين المتعاطفين مع الشعب السوري، كما أنه رفض استدعاء الخارجية الأردنية له سابقاً»، مقلِّلاً من احتمالية وجود ارتباط بين طرد السفير من عمّان وحدوث تغير في الموقف الأردني.