وجّهت حركة الشباب المتشددة التي تدور في فلك تنظيم القاعدة، تحذيراً جديداً أمس الخميس إلى كينيا التي يحارب جيشها عناصر الحركة منذ أكتوبر 2011 في الصومال، مؤكدةً أنها «ستنقل» الحرب إلى الأراضي الكينية. وقال أحد كبار قادة حركة الشباب الذي رصدت الولاياتالمتحدة خمسة ملايين دولار لاعتقاله، فؤاد محمد خلف، إن «علينا أن نقتلهم (الكينيين) هنا في الصومال وسنقتلهم في بلادهم أيضاً». ويتزعم خلف مقاتلين متشددين في منطقة غيدو القريبة من الحدود مع كينيا وإثيوبيا. وأضاف خلف في تصريحٍ بثته إذاعة «الأندلس» الناطقة باسم حركة الشباب أن «الحرب ستنتقل إلى كينيا، إذا قتلوا فتاة صومالية فسنقتل فتاة كينية». ودعا خلف الذي يعتبر الزعيم العسكري لحركة الشباب في جنوبالصومال على الحدود مع كينيا «كل المسلمين في كينيا إلى محاربة الحكومة الكينية». وقال إن «الكينيين يقتلون إخوانكم ومن بينهم أطفال في كينيا وفي الصومال». وبات الجيش الكيني أحد أبرز الجيوش التي ترسل عناصر إلى قوة الاتحاد الإفريقي في الصومال (أميصوم) حيث تحارب حركة الشباب منذ 2007، التي ارتفع عدد عناصرها في يناير إلى 22 ألف رجل. وقوة الاتحاد الإفريقي التي طردت حركة الشباب من مقديشو في أغسطس 2011 تشن منذ مارس هجوماً جديداً واسع النطاق في الجنوبالصومالي. وشنت طائرات قتالية كينية كما تقول حركة الشباب الأحد والثلاثاء غارات جوية على قرية جيليب الجنوبية التي تضم قاعدة للإسلاميين. وقال فؤاد محمد خلف أيضاً للسلطات الكينية «دربنا في منطقة غيدو الناس الذين أسأتم معاملتهم في كينيا». وكانت السلطات الكينية طردت أكثر من 300 صومالي في الأسابيع الأخيرة في إطار عملية واسعة «لمكافحة الإرهاب». وأضاف «هم الذين شنوا الهجوم في قرية مانديرا» الكينية القريبة من الحدود الصومالية، حيث لقي ما بين 8 و12 شخصاً مصرعهم في كمين نُصِبَ مساء الإثنين الماضي لقافلة للشرطة، موضحاً أن «مقاتلين آخرين سيُرسَلون قريباً» إلى كينيا. وفؤاد محمد خلف الملقب بفؤاد شانغول ويحمل الجنسيتين السويدية والصومالية، تعتبره واشنطن أيضاً أحد أبرز جامعي الأموال للمتشددين الصوماليين. وكانت كينيا مسرحاً لعددٍ من الاعتداءات المنسوبة إلى حركة الشباب الإسلامية أو إلى أنصارهم المحليين منذ بدأت قواتها تحارب في الصومال. واستهدفت هذه الهجمات القرى القريبة من حدود الصومال وأبرز مدينتين في البلاد، نيروبي ومومباسا المعروفة بمرفئها على الساحل المؤلف من أكثرية مسلمة. وفي العاصمة، قُتِلَ على الأقل 67 شخصاً بينهم عدد كبير من الأجانب في سبتمبر 2013 خلال عملية كبيرة شنتها مجموعة متشددة في مركز وستغيت التجاري. وتزايدت الهجمات في الأسابيع الأخيرة، وأسفر آخرها الذي وقع في منتصف مايو عن عشرة قتلى على الأقل وحوالي تسعين جريحاً في أحد أبرز أسواق نيروبي. وقُتِلَ 28 شخصاً على الأقل وأصيب أكثر من 200 في اعتداءات وقعت في كينيا منذ بداية السنة في بلد ما زال مصدوماً بالهجوم الذي شنته في سبتمبر مجموعة كوماندوس من حركة الشباب على مركز وستغيت في نيروبي. وكينيا في حالة استنفار منذ اعتداء فاشل في منتصف يناير الماضي في مطار نيروبي الدولي، وأكدت السلطات الكينية أنها أحبطت «هجوماً كبيراً» بعدما اعترضت في منتصف مارس في مومباسا سيارة مفخخة بطريقة متطورة جداً.