أكرر هذا السؤال دائما أينما ذهبت وفي جميع الأوقات، في الواقع، أكرره أنا وصديقتي وابنة الجيران، وجميع من نُسبت إليهن تاء التأنيث. دائما أشعر بأنني أمتلك أحلاما وطموحات لا تسعها جدران غرفتي الصغيرة، أشعر بالضيق دائما، وأكره الروتين، أبحث عن حياة أفضل لي ولأمي. بالمناسبة أنا أقحم أمي في جميع طموحاتي وأحلامي المستقبلية ولا أدري إن كان ذلك يروق لها أم لا. أشعر بالسعادة والأمل حينما اقرأ قصص نجاح أشخاص لم يخطر ببالهم أنهم سيصبحون على ما هم عليه الآن، ولا أدري هل تلك القصص التي تتناولها روحي؛ لتسكن آلامها وتحيي آمالها، حقيقة أم خرافة؛ للعيش بآمال وهمية لبضعة أسابيع. أحلم وأطمح كثيرا، في الواقع جميعنا نفعل، تتشابه أحلامنا وتختلف ظروفنا. في اليوم الواحد أكتب عشرة أحلام، أتذكر واقعي، أمحو تسعة وأبقي واحدا وأنا أردد: هكذا هي الحياة، تشترط عليك أن تحلم قليلا حينما تشاء لك الأقدار بأن تشعر بالحياة قليلا، لربما الأحلام الكبيرة خلقت لمن خلقوا كبارا، ولربما النظر إلى الأفضل سيجعلني لا أبصر طريقي وأبصر واقعي الذي قد يعرقلني ويتسبب في سقوطي خائبة ومتألمة. لو كان الأمر يعود إليّ لما توقفت عن السعي في تحقيقها، ولكن الواقع والقدر الذي نعيشه أحيانا يحكمنا في كثير من الأمور، ويجعلنا نتألم حينما نحلم ونحن نعلم بأن أحلامنا لن تكون إلا مجرد أحلام. كوني لا أريد أن أكون فتاة عادية تعيش حلم أفراد مجتمعها، تدرس ثم تتزوج وهي تظن كغالبية الفتيات الساذجات بأنه سيكون عصاها السحرية، لأنني مؤمنة بأن مجرى الحياة يتغير بفعلنا نحن وليس بفعل أي بشر، سيجعلني أعاني الأمرّين. ليس من السهل على أي أنثى إقناع مجتمع بكامله بأن الأفكار التي نُقشت على عقولهم كالنقش في الحجر خاطئة، وافقدت الأرواح بريقها. وكونك تعيش بين أعداد مهولة عقولها لا تؤمن بالتغيير للأفضل، ومن المستحيل أن تعتبر أي أنثى لها الحق في أن تعيش حياة كريمة يفقدك العزيمة والقوة التي تحملها أحلامك، ويجعلك تعيش لتحقق أحلامك الصغيرة حتى تتوهم بأنك تعيش بحرية تامة، بها تستطيع فعل ما تريد كيفما تريد وأينما تريد.