ألقى مستشار وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور علي الحناكي اللوم على الشركات السعودية، في عدم مشاركتها في المسؤولية الاجتماعية، وذكر أن أكثر من عشرة آلاف شركة كبيرة وصغيرة لا تتجاوز مساهمتها في دعم المشاريع الاجتماعية 1%، مبينا أن إحجام رجال الأعمال عن الانخراط في ممارسة مسؤوليتهم الاجتماعية، نابع من عدم وضوح رؤية مشاريع الجمعيات الخيرية، معلنا عن الحاجة إلى «بنك معلومات ومبادرات اجتماعية تبين الحاجات الأولية للمحتاجين». وافتتح، أمس، نائب أمير المنطقة الشرقية الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد ملتقى «المسؤولية الاجتماعية تجاه المرضى وذويهم»، تحت رعاية أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف، وتنظمه جمعية الترابط لرعاية المرضى وذويهم بالتعاون مع مستشفى الملك فهد التخصصي، في فندق الشيرتون في الدمام. ويستمر البرنامج يومين، ويتضمن 8 جلسات. وأوضح الحناكي، في الجلسة الأولى التي أدارها الإعلامي خالد العقيل وشارك فيها مدير عام الشؤون الصحية في المنطقة الشرقية الدكتور صالح الصالحي، أن المسؤولية الاجتماعية مطلب أساسي وليس تقليدا للغرب، مبينا أن رجال أعمال في الغرب يقدمون 2.5% من أرباحهم في دعم برامج المسؤولية الاجتماعية، فيما لا يتجاوز ما تقدمه الشركات في السعودية 1% من أرباحها. وقال إن المسؤولية تجاه المجتمع لا تقتصر على دعم المشاريع الخيرية، إنما تشمل جوانب أخرى، مثل الحفاظ على البيئة، مشيرا إلى أن شركات دمرت البيئة فيما كسبت مليارات الريالات في أعمال تضر المواطنين، وحدث ذلك في الرياض على سبيل المثال. وذكر أن رجال الأعمال لديهم رغبة في دعم المشاريع الاجتماعية، إلا أن ما يمنع كثيرا منهم هو عدم وضوح الرؤية في المشاريع وكيفية الاستفادة منها والعائد من ورائها، موضحا أن ما يحتاجه رجال الأعمال «إنشاء بنك معلومات ومبادرات اجتماعية يعرف المهتمين بالأولويات التي يحتاجها المجتمع». وألمح إلى أن بنوكا وشركات كبرى أنشأت إدارة للخدمات الاجتماعية. وبين الحناكي أن بعض الفئات الاجتماعية في حاجة إلى دعم أكثر، مثل ذوي الاحتياجات الخاصة، التي تقدم لها وزارة الشؤون الاجتماعية نحو أربعة مليارات ريال في السنة. وأوضح مدير عام الشؤون الصحية في المنطقة الشرقية الدكتور صالح الصالحي أن لجنة أصدقاء المرضى، التي ساهمت منذ تأسيسها قبل 30 عاما بتقديم أكثر من 500 مليون ريال في تجهيز مراكز طبية ومشاريع لها علاقة بالمنشآت الصحية، مضيفا: لدينا الآن أربعة مشاريع: أقل مشروع يكلف عشرين مليون ريال. وذكر أن اللجنة شهدت تغيرا استراتيجيا في سياستها، تتمثل في التركيز على المستفيد بدلا من التركيز على المنشأة. وطالب بإيجاد وسيط بين الجمعيات والجهات الحكومية والتجار لتسهيل عملية دعم المحتاجين من المرضى. وكشف رئيس مجلس إدارة جمعية «ترابط» الدكتور خالد الشيباني عن وجود تصور لإنشاء مبنى شقق مفروشة لإسكان المرضى وذويهم، ممن يتطلب علاجهم البقاء أياما أو أشهرا، وذكر أن تكلفة المبنى تبلغ نحو عشرة ملايين ريال، مبينا أن رجال أعمال أبدوا رغبتهم مبدئيا في دعم المشروع، موضحا أن مجلس الإدارة وافق على المشروع وربما تخصص قطة أرض في مستشفى الملك فهد التخصصي لبناء الشقق السكنية. وبين الشيباني أن جمعية «ترابط» تقدم خدماتها للمرضى الآن في مستشفى الملك فهد الجامعي في الخبر، ولدينا خطة للتوسع إلى مستشفى الولادة والأطفال ومستشفى الدمام المركزي، وصولا إلى المستشفيات الكبرى في الشرقية.