النظافة هي عنوان أي مدينة أو حي راقي.. تلك هي الخلاصة التي يسعى لتحقيقها أهالي حي النزهة بحفر الباطن، الذين باتوا يبكون ألماً تجاه ما بات يشكل ظاهرة في حيهم، حيث بينوا ل «الشرق» في الجولة التي قامت بها بمعيتهم أن حيهم تحول إلى مكب للنفايات، وهو ما يسعون للتخلص منه من خلال مناشدة الجهات المسئولة سرعة التحرك لإنهاء هذا الوضع. وقال سطام المثقال «لا نستغرب من هبوط مستوى النظافة في حينا بعد تحول أطراف الحي إلى مكب للنفايات على مرأى ومسمع البلدية، وقال: كثرة النفايات والتأخر في إزالتها أصبح ظاهرة مألوفة وسمةُ من سمات حي النزهة. مستغرباً من سماح البلدية بتحويل أطراف الحي « لدراكيل» يحفر فيها بعض تجار الرمال وأتربة الدفن» مشيراً إلى وجود غرفة خشبية يستخدمها أحد المقاولين. وبسؤال المقاول عن الغرفة الخشبية، أقر بأنها مرخصة من قبل البلدية لاتخاذ هذا المكان لبيع الرمل الخاص بالدفن، الذي يحضره من مكان بعيد خصصته البلدية لهم، وأنه يتخذ أطراف الحي فقط كساحة لبيع الرمل، الذي يحضره من مكان بعيد وليس للحفر. وقال زيد اللحيظي «تحولت أطراف النزهة لمكب للنفايات ومخلفات البناء وأكياس الإسمنت المتحجرة والطرابيل الملفوفة بالحجارة وأكوام وبقايا الصبات الخرسانية وخردة الحديد، التي لايستفاد منها والمخلفات البلاستيكية وبقايا ألواح الخشب وقطع الموكيت التالفة والإسفنج والفيبرجلاس التي يحضرها بعض المقاولين ب «قلابات» يلقون بها في الحفر نفسها التي يحفرونها ويبيعون منها الرمل». وطالب عيد الحميد البلدية بتكثيف الجهود والاهتمام بمستوى النظافة في الحي، ومحاسبة الشركة المسؤولة عنها، لافتاً إلى أن انتشار النفايات بهذا الشكل يشكل بيئة خصبة للأمراض والأوبئة، واختفاء سيارات النظافة عن الحي وفقدانها في بعض الأيام يشكلان مشكلة كبيرة يجب حلها على وجه السرعة. أما حمود الجلاب، فقال: «اتخذ عديد من مربي الأغنام أطراف الحي مكاناً لهم وشيدوا الغرف الخشبية والشبوك أمام أعين مراقبي البلدية، وتحديداً خلف السد الترابي الذي يقع على أطراف الحي. وقال: بدل أن يجمعوا مخلفات مواشيهم والأغنام النافقة وإبعادها بعيداً عن الحي يقومون بوضعها في أكياس الأعلاف الفارغة ويرمونها خلف السد الترابي القريب من الحي ما أدى لانبعاث الروائح الكريهة بشكل مستمر ودائم، حيث أصبح الحي مرتعاً للكلاب الضالة التي تأكل الجيف التي يرميها أهالي الشبوك وحظائر الأغنام وما تشكله هذه الكلاب الضالة من خطر على الأطفال في الحي ناهيك عن الأمراض التي تنقلها هذه الجيف المنبعثة من الأغنام النافقة». وطالب عطوان الغيثي بلدية حفر الباطن بزفلتة الحي، وقال « قبل عام استبشرنا خيراً عندما بدأت البلدية بمسح شوارع الحي وبدأت فعلاً بتخطيطها وردمها بعدما قامت بقص وحفر الشوارع أمام منازلنا إلا أننا وبعد مرور عام على ردم ومسح تلك الشوارع وتركها على حالها فقدنا الأمل بأن يصل لنا الإسفلت، مشيراً إلى أن بعض أصحاب البيوت اضطروا لجلب رمال الدفن لتسوية الطرق الرملية أمام منازلهم، خاصة بعد أن جرفت سيول الأمطار ما تم ردمه من قبل المقاول المكلف من البلدية وتكونت حفر أمام المنازل تتجمع فيها مياه الأمطار ومياه الغسيل، وتحولت بالتالي لمستنقعات ضارة تجلب البعوض والحشرات الأخرى». من جهته، اقترح المشرف على النادي البيئي في حفر الباطن سند مشيل الظفيري وجود نقاط تجميع للحيوانات النافقة عن طريق وضع حاويات على طرق القرى والهجر وحث مربي الأغنام على وضع جثث الحيوانات فيها. وتكون للبلدية سيارات مصممة بطريقة تمنع تسرب السوائل لنقل الجيف إلى مدفن خاص لإتلافها وفق شروط صحية سليمة تمنع انتشار الأوبئة والأمراض. كما اقترح الظفيري تشجيع رجال الأعمال على الاستثمار البيئي وتدوير المخلفات وذلك بتدوير الإسمنت ومخلفات البلاستيك حتى تتم الاستفادة من هذه المشاريع بيئياً واقتصادياً. وأضاف: يجب أن نتكاتف جميعاً مواطنين ومؤسسات وإدارات حكومية في نشر الوعي الصحي والبيئي لما له من فائدة كبيرة للوطن والمجتمع. من جانبه، أوضح ل «الشرق» مدير عام العلاقات العامة والإعلام والمتحدث الإعلامي في أمانة المنطقة الشرقية محمد بن عبدالعزيز الصفيان: أن النفايات المنزلية يتم رفعها بشكل يومي حسب العقد المبرم مع شركة النظافة والبلدية بحي النزهة كما باقي الأحياء الأخرى. وقال: في حالة وجود قصور يتم إشعار المقاول بإنهاء الملاحظة خلال مدة 12 ساعة أو يتم الحسم عليه، علماً بأنه تم التركيز على رفع مستوى النظافة في الحي. وتم تأمين ضاغط إضافة إلى خمسة عمال من مقاول النظافة لرفع مستوى أداء النظافة في الحي وجارٍ العمل على رفع جميع المخلفات التي توجد في أطراف الحي، وتم ترحيل المعدات التي تقوم ببيع الرمال إلى مواقع أخرى تم تحديدها من قبل البلدية، وأخذ التعهدات اللازمة عليهم بعدم العودة إلى هذا الموقع، كما تم تشكيل لجنة لترحيل أصحاب الحظائر المجاورة لحدود المدينة بالإضافة إلى أنه تم الحسم على المقاول أثناء فترة التقصير. وأفاد الصفيان بأن البلدية بصدد الترسية على شركة نظافة أخرى خلال الفترة القادمة، وسوف يكون لها الأثر الملموس لتدارك كثير من ملاحظات النظافة ولمواجهة النهضة العمرانية والتجارية وامتداد الكثافة السكانية التي تشهدها المحافظة. وتابع الصفيان، قائلاً: تعاني البلدية من مخلفات البناء مجهولة المصدر، التي يتم رميها بطريقة غير صحيحة من أصحاب المنازل بالطرق والساحات داخل الأحياء السكنية، مشيراً إلى أن ذلك يتسبب في بعض الأحياء باختناق الشوارع، ومهما تقوم به البلدية من رفع تلك المخلفات إلا أنها تحتاج إلى تعاون المواطنين معها حيال هذا الموضوع، مناشداً الأهالي الإبلاغ عن المخلفات داخل الحي السكني في حينها على طوارئ البلدية رقم 940 ليتم معالجتها وتطبيق النظام بحق المخالف.