يا عقل بفكرك ف لترقى فوق العلياء تسمو بنداءٍ علوي تعلو لسماءٍ يغمرها نورٌ وضّاء لتلاقي جمالا عذريا يتبدّى في كل مساء تشتاق لحكمتك العليا.. كل الدنيا فاربأ بجنابك ومقامك وترفّع فوق الأهواء واقرأ في سِير لتمحّص قلب الأحياء سيرتك الأولى في قوم عبدوا الأصنام هم أهل ضلال وطُغام وأدوا قتلوا هتكوا الأعراض بباديةٍ نصبوا الأزلام سلبوا من مر بقافلةٍ وأضلوا العير عن الإقدام وهنا الأقدام مصفدةٌ والحر بكهفٍ موصودٍ من بين عبيد قد أصبح عبدا مملوكا يُبتاع بأسواق الدنيا في قيد حديد وحديث الوأد يطالعنا لنرى الإحساس المتبلد مثل الجلمود والطفلة تصرخ صرختها ينعيها الخوف على جُرفٍ وعلى الأخدود بالدمع تودعها الدنيا والعقل الحجري المنكود يتشبث بالفكر الأعمى فظٌ أدمى قلب صغيره وأهال رغاما بيديه وحشٌ جلاد ما رق القلب لفلذته بل صار جماد تلك الموءدة تتلفع حزنا وسواد وستسأل عن أي ذنوب وستسأل عن أي حصاد يتجنّى الإنسان كثيرا ويقتّل فلذ الأكباد وهنا تتنزل آيات لتشيّد إدراكا أسمى ويجوب الكون بمعناها وتحلّق بالأفق السامي وتلقن للعقل رؤاها فاقرأ محمودا في صحفٍ للخلق تسرج فحواها بالفكر المتوهج ترقى وتخط على الأرض مداها اقرأ في النص ورتله ليفوح النص بقدسية اقرأ فالأمر يعلمك ويربي أحاسن أخلاقٍ ما بين ضمائر وطوية وعلى صهوات جياد القوم ترى الفرسان فتحوا الأمصار بقانونٍ بل سلّوا السيف بقانونٍ يحمي امرأة طفلا شيخا… ويقيم حصونا وحصونا في كل مسار السيف بنبل سجيته قد علم الكون بغايته لا يقطع يوما أشجار لا يهدم صومعةً تحوي في حضرة حبر الأحبار ويطل على كل الدنيا فكرٌ وسطي نلقاه والنور الثاقب يتوهج تلمع عيناه اقرأ لم تنشر بسيوفٍ بل كانت عدلا ذقناه بل كانت نبضا يتدفق حبا وحياه والى العلياء مفتّحةٌ تلك الأبواب العلم تنزّل ليوظّف نبل الألباب العلم عيون شريعتنا في كل رحاب إبداعٌ بمداه سيرقى قد ميّز نُطف الأصلاب